إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

\\\\\ مقالات أعجبتني /////

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • \\\\\ مقالات أعجبتني /////

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد و آل محمد الأطيبين الأطهرين
    و اللعنة الدآئمة الوبيلة على أعدآئهم و ظالميهم أجمعين

    السلام على الحسين و على علي بن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين .

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    هذا الموضوع كما هو بين من عنوانه سأخصصه بمقالات إستوقفتني و أخرى اعجبتني , ولأني أعلم أن كثير من هذه المقالات سوف تمحى من عالم الإنترنت في المستقبل , فقررت جمعها في موضوع واحد حتى أستئنس بالرجوع إليها , و قد أفيد بها شخصا كان يريد الإستفادة و لكن لم يوالفه الحظ و الوقت بالحصول على هذه المقالة .

    و إن شاء الله تستمتعون أنتم أيضا بقرآئة هذه المقالات , فكل واحدة من هذه المقالات برأيي تصلح أن تكون موضوعا مستقلا لنفسه , و لكن أنا لا أحب أن أكثر من المواضيع , حيث أريد أن يكون المقال من نتاج فهمي لهذه المقالات , و هذا من باب علم نفسك و علم غيرك , لذا قد أعمل من كل واحدة من هذه المواضيع موضعا خاصا في المستقبل , و أضيف عليه بعض التعليقات لجعل الموضوع أكثر فائدة و أكثر قيمة ( إن صح التعبير ) . عموما أسئل الله التوفيق لي و لكم

    نسئلكم الدعآء

    يـا عـــلـــي
    التعديل الأخير تم بواسطة لواء الحسين; الساعة 09-04-2008, 12:27 PM.

  • #2


    النبي وآله (صلى الله عليه وآله) في نظرية الخلقة

    من الخالق؟

    سؤال عجيب أليس كذلك؟ ولكن الجواب سيكون أعجب حيث أنه قد صار المسلمون ومن يدعي الإسلام في الجواب على هذا السؤال إلى نظريات ثلاثة:

    النظرية الأولى: أن الله سبحانه وتعالى تصدى لخلق الكائنات بذاته من دون أن يجعل لذلك وسائط.

    هذا بإجمال بيان هذه النظرية ولنرى مدى صحتها - وبصورة موجزة أيضاً - فإنه لاشك ولا شبهة بأن الله تعالى هو الخالق الحقيقي وكل من يصنع أو يخلق شيئاً فإنه بإذن منه عز وجل، وقد دلت عليه العشرات بل المئات من الآيات والروايات والأدلة العقلية وهذا بديهي واضح عندنا - نحن كمسلمين - وأما أن يكون الله سبحانه وتعالى هو المباشر لخلق الخلائق من دون أن يجعل للخلق واسطة فهذا وإن كان ممكنا إلا أنه لم يدل عليه دليل - بالصراحة - بل إن هناك أدلة تدل على أنه تعالى قد وسط مجموعة من مخلوقاته في خلق وصنع بعض الأشياء مضافاً إلى الأدلة العامة التي سيأتي بيانها إن شاء الله.
    نعم إذا ثبت بطلان النظريتين الأخريتين فإن هذا الرأي يكون صحيحاً.

    النظرية الثانية: أنه تبارك وتعالى خلق نور محمد وآله وفوّض إليهم خلق الكائنات من دون أن يكون له تعالى ولإرادته دخل وتأثير في خلق الأشياء.

    وهذه النظرية كما تراها واضحة البطلان بينة الفساد لا يساعدها دليل بل عشرات الأدلة تضادها - بالصراحة - وأن هذه الفكرة تعني تعطيل الله سبحانه واستغناء الخلق عنه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وهذه النظرية أشبه ما تكون بقول اليهود حيث قالوا: (يد الله مغلولة) فأجابهم عز من قائل: (غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء)(1).
    وهذه العقيدة - التي تعد استخفافاً بالله عز وجل وغلواً في أهل البيت (عليهم السلام) بما لا يرضون به - هي التي حاربها أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بشدة ووقفوا بوجه هذه النظرية الضالة بكل صلابة.
    فقد ورد عن زرارة أنه قال: قلت للصادق (عليه السلام): إن رجلاً يقول بالتفويض فقال (عليه السلام): وما التفويض؟ قلت: التفويض الذي يقوله الرجل هو أن الله تبارك وتعالى خلق محمداً وعلياً (صلوات الله عليهما) ففوض إليهما فخلقاً ورزقاً وأماتا وأحييا. فقال (عليه السلام): كذب عدو الله، إذا انصرفت إليه فاتل عليه هذه الآية التي في سورة الرعد (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقة فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار)(2). فانصرفت إلى الرجل فأخبرته فكأني ألقمته حجراً(3).
    وقد ورد عن مولانا صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أنه قال لكامل بن إبراهيم: جئت تسأله (أي: الإمام العسكري عليه السلام) عن مقالة المفوضة، كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشيئة الله فإذا شاء شئنا(4).

    النظرية الثالثة: أن الباحث المدقق يرى بوضوح أن حكمة الله سبحانه اقتضت في كثير من الأمور أن لا يتصدى بذاته لأمور الخلائق بل يوسط في ذلك وسائط ولهذا أمثلة كثيرة:

    فمثلاً نرى أن الله سبحانه وتعالى خلق الجنة عبر واسطة الملائكة بمعنى أنه تعالى هو الخالق الحقيقي لكنه أعطى الملائكة مقومات خلق الجنة فخلقت الملائكة الجنة بإذن الله تعالى.
    وهكذا بالنسبة إلى الموت فإنه تعالى هو الذي يميت قال تعالى: (الله يتوفى الأنفس حين موتها)(5) ولكن جعل لذلك واسطة أعطاه القدرة على قبض الأرواح وهو ملك الموت (قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم)(6).
    وأن الله سبحانه وتعالى هو الهادي قال تعالى: (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم)(7) ولكن جعل لذلك وسائط وأعطاهم مقومات هداية الناس - من العلم والإعجاز وغيرهما - وهم الأنبياء والأوصياء (عليهم السلام) يهدون الناس بإذن الله تعالى (ولكل قوم هاد)(8).
    وأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الحيوانات كلها ولكنه سبحانه نسب خلق طير إلى النبي عيسى (عليه السلام) حيث يقول: (وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني)(9) وفي آية أخرى عن لسانه (عليه السلام): (إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله)(10) وهناك أمثلة كثيرة أخرى لو أردنا سردها لطال بنا المقام.
    هذه كلها بالنسبة إلى بعض جزئيات الخلقة كخلق السماوات والجنة وقبض الأرواح وهداية الناس وخق الطير وهذه الحكمة الإلهية (وهي عدم تصدي الباري عز وجل بذاته لأمور الخلق) قد جرت في كل ما سواه فكل أمورها من الخلق وغيره جعله عبر واسطة وتلك الواسطة هي: نور محمد وآله (عليهم السلام) فالله عزوجل هو الذي خلق نور أهل البيت (عليهم السلام) وأمر تلك الأنوار أن يخلقوا الخلائق كلها بإذنه تعالى وبقدرة من الله تعالى وبإرادة منه عز وجل.
    وفي هذه النظرية مبحثان مهمان نطرحهما عبر سؤالين:

    السؤال الأول: ما الفرق بين هذه النظرية في الخلق والنظرية الثانية.

    - الجواب: إن الفرق بينهما شاسع، حيث إن النظرية الثانية نفت إرادته تعالى في خلق الكائنات وجعلت قدرة أهل البيت (عليهم السلام) في عرض قدرة الله سبحانه وتعالى غير مكتسبة من قدرته جل وعلا، وهذا شرك بالله العظيم، فإن جعل قادر في عرض قدرته وجعل حكيم ومريد في عرض حكمته وإرادته شرك واضح ولذلك قال الإمام الصادق (عليه السلام) - في ما ذكر من حديث زرارة - كذب عدو الله، واستشهد الإمام لذلك بقوله تعالى: (أم جعلوا لله شركاء) هذه النظرية الثانية وأما النظرية الثالثة: فهي لا تجعل قدرة نبي الإسلام وآله (عليهم السلام) قدرة ذاتية في عرض قدرة الله عز وجل ولا حكمتهم ولا علمهم كحكمته وعلمه، بل إنه قادر بذاته حكيم بذاته عليم بذاته ولكنهم (عليهم السلام) قادرون بمقدار ما منحهم الله سبحانه وتعالى من القدرة عالمون بمقدار ما علمهم الله حكماء بمقدار ما وهبهم الله من الحكمة وهذا كما تراه ليس شركاً بل إنه عين التوحيد.

    السؤال الثاني: هل هذا الرأي تدل عليه الأدلة أم أنه مجرد نظرية؟

    - الجواب: إن القائلين بهذه النظرية استدلوا لذلك بالدليل العقلي والأدلة النقلية.
    أما الدليل العقلي فهو ما مر ملخصه من أن المتتبع يرى أن الله سبحانه وتعالى وسط الوسائط في أمور الخلائق فوسط الملائكة حيناً والأنبياء الأوصياء أحياناً بل نسب الخلق في القرآن الكريم إلى بعض عباده - بالصراحة - كما نسب الخلق إلى عيسى بن مريم (عليه السلام) (إني أخلق لكم) و(وإذ تخلق) وكما نسب الخلق في آيات بصيغة الجمع (نخلق) (خلقنا) وهناك شواهد كثيرة لذلك وهذه بمجموعها ربما توحي بوجود سنة كونية - جعلها الله سبحانه وتعالى - بجعل وسائط في جميع أمور الخلائق من الخلق وغيره.
    وأما الأدلة النقلية فهي كثيرة أذكر ثلاثة منها تكون كافية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

    1
    ـ ما ورد في الأخبار الصحيحة بل في مستفيض الأخبار (لا تقولوا فينا ربّاً وقولوا ما شئتم ولن تبلغوا)(11) أو (قولوا إنا عبيد مربوبون وقولوا في فضلنا ما شئتم)(12) أو (اجعلونا مخلوقين وقولوا فينا ما شئتم فلن تبلغوا)(13) وما شابه هذه التعابير التي تعطي معنى واحداً.

    فإن مقتضى هذه الأخبار الصحيحة أن كل مقام يعني الربوبية فهو مختص بذات الله تبارك وتعالى لا غير وأما الفضائل والمقامات التي لا تعني الربوبية فهم (عليهم السلام) أهل لتلك المقامات كلها وهي بكاملها لائقة بهم وحيث إن مقام التوسط في الخلق لا يعني الربوبية فيكونون (عليهم السلام) له أهلاً وهو بهم لائق.

    2 ـ قد ورد في زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) عن الإمام أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) صحيحاً في زيارة هي أصح الزيارات رواية - على حد تعبير المحدث الكبير الشيخ الصدوق (رضوان الله تعالى عليه) - وهذا نص مقطع من الزيارة: (إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم وتصدر من بيوتكم)(14).

    فإن هذا المقطع واضح الدلالة على هذه النظرية حيث إن مفاده أن الله سبحانه وتعالى يجري ما يريده من مقادير أموره في الخلائق بواسطة أهل البيت (عليهم السلام) فما أراده جل وعلا ينزله إلى أهل البيت (إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم) ومن ثم تنفذ بواسطتهم (وتصدر من بيوتكم) والمنصف يرى أن هذا المقطع ظاهر في النظرية الثالثة بل إنه شبه صريح فيها.

    3 ـ ما ورد في أخبار عديدة عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (إنا صنائع ربنا والناس بعد صنائع لنا)(15) وفي التوقيع الشريف عن مولانا صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف): (نحن صنائع ربنا والخلق بعد صنائعنا)(16) وهذه الأخبار كما تراها صريحة واضحة الدلالة لا تبقي شكاً ولا شبهة.

    ومن الواضح أن المقصود ليس أن الخلق صنائع لأهل البيت (عليهم السلام) من دون إرادة الله تعالى كما لا يخفى وإنما المقصود أن الخلق مخلوقون لهم (عليهم السلام) بإذن الله تعالى وإرادة منه.
    والعجب كل العجب من أناس يقبلون بأن تكون الملائكة تخلق بإذن الله تعالى وأن ملك الموت يميت بإذن الله وأن الأنبياء والأوصياء يهدون بأمر الله وبإذن الله ويقبلون بأن يكون عيسى بن مريم (عليهما السلام) يخلق بإذن الله تعالى، ولكن بمجرد أن يأتي اسم نبي الإسلام محمد وآله الطاهرين (عليهم السلام) ونقول بأنهم خلقوا بإذن الله تشرئب أعناقهم ويرفضون ذلك بعنف قائلين أن ذلك لشرك وأن ذلك لكذا وكذا.. لا أعلم ما السر في معاداتهم لأهل البيت (عليهم السلام) هكذا عداوة واضحة صريحة وجوابهم ما أجاب الله سبحانه وتعالى طائفة من أعداء نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) حيث قال: (أهم يقسمون رحمك ربك؟)(17).
    هذا وختاماً ألفت نظر القراء الكرام إلى نقطتين مهمتين:

    - الأولى: ما أكدت عليه مراراً وأكد عليه الفقهاء الماضين والباقين (رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين) الذين يحملون هذه النظرية - وهو أن هذه النظرية لا تعني مساواة قدرتهم (عليهم السلام) بقدرته تعالى شأنه ولا تعني أنهم الخالقون الحقيقيون ولا أنهم خلقوا كخلقه بل إنما تعني أن الله سبحانه وتعالى خصهم بما لم يخص به أحداً من الخلق فجعلهم مجرد واسطة لخلق المخلوقات من السماوات والأرضين والملائكة والجن والإنس والحيوانات وغيرها كل ذلك بإذن الله عز وجل وبقدرة منه جل وعلا وأمر منه تبارك وتعالى فهو الخالق الحقيقي وهم الواسطة في ذلك.


    - الثانية: أن هذا مجرد طرح لهذه النظرية التي حملها ودافع عنها بعض كبار الفقهاء المحققين السابقين والحاضرين (رحم الله الماضين وحفظ الباقين) - وقد ذكر تفصيل هذه النظرية الفقيه الكبير والمحدث القدير العلامة المجلسي (رضوان الله تعالى عليه) في موسوعته الكبيرة بحار الأنوار(18)، فمن أحب التفصيل فليراجع.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الهوامش
    1 - سورة المائدة: الآية 64.
    2 - سورة الرعد: الآية 16.
    3 - بحار الأنوار: ج 25 ص 343.
    4 - بحار الأنوار: ج 25 ص 336.
    5 - سورة الزمر: الآية 42.
    6 - سورة السجدة: الآية 42.
    7 - سورة البقرة: الآية 213.
    8 - سورة الرعد: الآية 7
    9 - سورة المائدة: الآية 110.
    10 - سورة آل عمران: الآية 49.
    11 - قال العلامة المجلسي أن هذا المعنى ورد في أخبار كثيرة، بحار الأنوار: ج 25 ص 347.
    12 - الخصال في حديث الأربعمائة عن أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد نقله العلامة المجلسي في بحار الأنوار: ج 10 ص 91؛ ج 1 وفي ج 25 ص 270 ح 15.
    13 - ورد هذا الحديث وما بمعناه في كل من كتاب بصائر الدرجات للصفار والاحتجاج للطبرسي وتفسير الإمام العسكري (عليه السلام) وكشف الغمة للأربلي وغيرها وقد نقلها العلامة المجلسي في البحار في مواضع عديدة: ج 25 ص 279 ح 22 وج 47 ص 68 و 2147 وج 26 ص 6 وغيرها.
    14 - كامل الزيارات: ص 200 ومفاتيح الجنان، الزيارة المطلقة الأولى من زيارات الإمام الحسين (عليه السلام) والدعاء والزيارة، الزيارة المطلقة الثانية.
    15 - نهج البلاغة، الكتاب 28 ونقله المجلسي في بحار الأنوار: ج 33 ص 58 ح 398.
    16 - ورد هذا في مصادر عديدة منها الاحتجاج للطبرسي: ص 466، وغيبة الطوسي: ص 285 والصراط المستقيم: ج 2 ص 235 ومنتخب الأنوار المضيئة: ص 118 ونهج البلاغة وبحار الأنوار: ج ص 53 ص 178 ح 9.
    17 - سورة الزخرف: الآية 32.
    18 - بحار الأنوار: ج ص 25 باب 10.

    تعليق


    • #3
      تعليق بسيط من أخوكم ( لواء الحسين )

      بالنسبة لكونهم علة غائية يمكن الإستشهاد بهاتين الآيتين الكريمتين :

      الا من رحم ربك ولذلك خلقهم
      أي خلق الله عز و جل الخلق ليرحمهم
      فهذا غاية من غايات الخلق
      فأرسل الرسول الأكرم صلى الله عليه و آله الأطهار
      فهو الرحمة الواسعة لأجل تحقيق هذه الغاية فإن الله خلق العالم , و رحمهم بمحمد صلى الله عليه و آله الأطهار
      وما ارسلناك الا رحمة للعالمين

      و من الناحية الروائية يمكن الإستشهاد مضافا بحديث الكسآء المشهور , يمكننا الإستشهاد بهذه الرواية الصحيحة الصريحة التي قدر رواها شيخنا إبن قولويه في كتابه " كامل الزيارات " الشريف , الذي هذا الكتاب مجمع عليه من قبل أساطين الطآئفة على وثاقة روات أحاديث هذا الكتاب الجليل , إليكم هذا الحديث الشريف :

      ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد ابن سِنان ، عن أبي سعيد القَمّاط ، عن عُمَرَ بن يزيدَ بيّاع السّابريّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ أرض كعبة قالت : مَن مِثلي ؛ وقد بنى الله بيته على ظَهري ويأتيني النّاس من كلِّ فجِّ عَمِيق ، وجُعِلتُ حَرمَ الله وأمنه؟!! فأوحى الله إليها أن كفّي وقَرّي ؛ فَوَعِزَّتي وجَلالي ما فضل ما فضّلت به فيما أعطيت به أرض كربلاء إلاّ بمنزلة الإبرة غَمَسَت(1) في البَحر فحملت من ماء البحر ، ولولا تُربة كربلاء ما فضّلتك ؛ ولو لا ما تضمّنتْه أرضُ كربلاء لما خلقتك ولا خلقتُ البيت الَّذي افتخرتِ به ؛ فقرِّي واستقرِّي وكوني دَنيّاً متواضعاً ذليلاً مَهيناً غير مُستَنكفٍ ولا مُستَكبرٍ لأرض كربلاء وإلاّ سُختُ بك(1) وهَوَيتُ بك في نار جهنّم» .
      هذا الحديث هو من الصفحة 288 من كتاب كامل الزيارت الشريف

      http://www.rafed.net/books/doaa/kamil/k19.html

      و عموما الأدلة متنوعة كثيرة لا يحتاج الأمر أن نبسط الأمر فيه كثيرا , ففي ما أوردناه الكفاية , و لا أريد التعمق أكثر , حيث لا أجد فيها مصلحة بأن أناقش المسئلة هنا الآن .

      تعريف قصير بكتاب كامل الزيارات الشريف لإبن قولويه رحمه الله تعالى :

      شيخنا ابن قولويه في كتابه القيم ( كامل الزيارات ) الشريف , و هذا الكتاب هو أصح كتب الشيعة الامامية الاثني عشرية سندا و اتفقت كلمة الأصحاب و نعني بالأصحاب عموم علماء مدرسة اهل بيت العصمة و الطهارة سلام الله عليها و عليهم على توثيق جميع رجالات هذا الكتاب , و الرجالي الكبير السيد أبوالقاسم الخوئي قدس سره الشريف هو ممن أذعن بوثاقة جميع رجالات و أسانيد الشيخ في كتاب كامل الزيارات , و على هذا يكون هذا الكتاب من أصح كتبنا سندا و متنا و دلالة
      التعديل الأخير تم بواسطة لواء الحسين; الساعة 09-04-2008, 12:46 PM.

      تعليق


      • #4
        دراسة في حديث النبي الأعظم محمد ( صلى الله عليه و آله الأطهار ) في حق أمير المؤمنين علي بن أبيطالب ( عليهما أفضل الصلاة و السلام )

        (( ما من نبيً الا وبعثت معه عليُ باطنا ومعي ظاهرا ))



        ( بقلم : علي الشمري )
        عن النبي " انه قال لعلي ع : يا علي ان الله تعالى قال لي : يا محمد بَعثت عليا مع الانبياء ، باطنا..ومعك ظاهرا . الانوار النعمانية وقال ايضا : (( ما من نبيً الا وبعثت معه علىُ باطنا ومعي ظاهرا )) وايضا قال : بُعث علي مع كل نبي سرا ومعي جهرا ....
        وعند النظر في قضية نبي الله ابراهيم (ع) نجد ان الله أعطاه الإمامة بعد النبوة والرسالة حيث يقول(( واذ ابتلى ابراهيم ربه بكلمات فاتمهن ، فقال اني جاعلك للناس اماما , قال ومن ذريتي قال لاينال عهدي الظالمين ....))..نعم أعطاه مرتبة الإمامة بعد عده اختبارات وامتحانات والغرض من هذا الحديث ان طرف الولاية في شخص النبي او الرسول تكون اعضم شانا ومقاما بالنسبة للمراتب التي رتبه الله فيها .. والشاهد في ذلك قول الرسول ": لي َ مع الله وقت لايسعني فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل . حيث انه الملك الذي هو واسطة بين الحق وبين النبي المرسل ، لا يستطيع الوصول الى مقام الولاية وعالم الحقيقة .ويثبت ذلك قول جبرائيل عليه السلام في قضية الاسراء والمعراج حيث قال للرسول ": لو دنوت انملت لاحترقت .
        وبذلك يتبين ان الرسول يصل مقام الولاية , فالولاية هي باطن الرسالة ، وهي التي معناها القرب الالهي العضيم للولي من الله تعالى بحيث يكون سمعه ويده ونظره ....فأمير المؤمنين ( ع ) هو باطن الرسالة المحمدية بالحقيقه واما الظاهر فهو ولي من الاولياء وسيد من الاوصياء وباب مدينة علم الرسول وقائد غر المحجلين ويعسوب الدين وخاتم الاوصياء مطلقا ..فعلي (ع) هو الولي الظاهر الذي ايد به الله تعالى رسوله المصطفى (ص) لذا قال رسول الله (ص) في الحديث :يا علي ان الله قال لي : يا محمد بعثت عليا مع الانبياء باطنا ومعك ظاهرا .... وفي حديث آخر عن خاتم الأنبياء والمرسلين ص انه قال : ما من نبي الا وبعث معه علي باطنا ومعي ظاهرا ... وفي موقف اخر يقول : بعث علي مع كل نبي سرا ومعي جهرا اذن من ذلك يتبين لنا ان امير المؤمنين (ع) بُعث مع الانبياء سرا وباطنا ومع الرسول ظاهرا ...
        والسؤال هنا لماذا يبعث الامام مع الأنبياء سرا ومع خاتم الرسل جهرا ؟؟وبعبارة أخرى .. كيف كان علي سر الانبياء والمرسلين . وكيف هو ظاهر ولايتهم .....؟لقد أكدت الأحاديث الواردة عن اهل بيت العصمة والطهاره ( عليهم السلام ) حيث ان هذه الاحاديث وصلت الى حد لا يستطيع شخص انكارها او ردها لانها وصلت الى مرحله الشهرة في الكتب الروائية بحيث تكون من التواتر الاجمالي ....يعني انه وصلت الى مرحلت لا يمكن انكارها !!ومن هذه الأحاديث تتبين لنا قضية عقائدية , وجاءت على مضمونها روايات كثيرة , تكلمت حول عالم الميثاق واساس الخلقة ، والخلقة النورانية للبشر .... ومن خلال هذه الاحايث يتبين ان أمر اهل البيت (عليهم السلام ) هو الذي جعل الملائكة مقربين وغير مقربين ومن الانبياء مرسلين وغير مرسلين .!!!
        ونص هذه الأحاديث ما ورد عن امير المؤمنين عليه السلام حيث قال : ( إن امرنا صعب مستصعب لا يتحمله الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان .... يا ابا الربيع ...والحديث على لسان الامام ابي جعفر (ع) , فهل يمكن أنه يكون ملك ولا يكون مقربا ولايحتمله الا مقرب , وقد يكون نبي وليس بمرسل ، ولا يحتمله الا مرسل , وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ولا يتحمله الا مؤمن قد امتحن الله قلبه ....وفي حديث آخر عن الصيرفي انه قال : كنت عند ابي عبد الله ع .. أعرض عليه مسائل قد اعطانيها اصحابنا اذ خطرت بقلبي مسالت فقلت : جعلت فداك مسالة خطرت بقلبي الساعة ، قال : اليست في المسائل فقلت , لا قال وما هي : قلت قول امير المؤمنين عليه السلام إن امرنا صعب مستصعب لا يعرفه الا ملك مقرب او نبي مرسل او عبد امتحن الله قلبه للايمان ...
        فقال : نعم ان الملائكة مقربين وغير مقربين ، ومن الانبياء مرسلين وغير مرسلين ، ومن المؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ، وأن امركم هذا عرض على الملائكة فلم يقر به الا المقربون ، وعرض على الانبياء فلم يقر به المرسلون ، وعرض على المؤمنين فلم يقر به الا الممتحنون ) بصائر الدرجات اذن فامرهم صلوات الله عليهم هو الذي جعل الملائكة مقربين وغير مقربين ، والانبياء مرسلين وغير مرسلين، والمؤمنين ممتحنين وغير ممتحنين ...!!ولسائل ان يسال ما هو أمرهم هذا الذي ميز بين الموجودات ...فجعل منها في رتبة سامية ومقام عالٍ والاخرى غير ذلك ؟
        فنجد ان المطلع على روايات اهل البيت عليهم السلام يجد ان كثيرا منها معنى الامر , وتارة السر بالميثاق ، واخرى بالحق واخر بالباطن او الظاهر ... وبمعنى شامل الولاية . وعليه يكون أمر اهل البيت عليهم السلام من الصعب المستصعب الذي يحتاج الى مجاهدة وتوفيق وعناية من الباري عز وجل لتحمله ,وألا فإننا نجد على مر التاريخ ان الكثير من الناس لم يتحملوا امر اهل البيت ولم يقروا به. وبنظرة فاحصة نجد ان هذا الامر واضح في حياة اصحاب الائمة عليهم السلام
        حيث نرى ان بعضهم لم يتحمل اسرار اهل البيت ....فهذا أبو ذر ... لو علم ما في قلب سلمان من الاسرار والعلوم المودعه لقتله .وهذا إنما بيان على عدم تحمل اسرار اهل بيت العصمة (عليهم السلام ) فأمرهم له معان وتجليات كثيرة جدا لا يظهره لأحد إلا لمن وجدوه اهلا لتحمله وكتمه وعدم اذاعته فهو من الامانات الموده عندهم .
        كما ورد في الزيارة الجامعه :السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمه الله وحفظة سر الله ...
        وغيرها من الاقوال التي تصفهم بانهم المستودع لسر الله تعالى ,الذي لا يعطوه الا الى اهله . والى ذلك يشير الحديث المروي عن ابي بصير : قال ابو عبد الله يا ابا محمد انه عندنا والله سرا من سر الله , وعلما من علم الله والله لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولامؤمن امتحن الله قلبه للايمان ، والله ما كلف الله ذلك احدا غيرنا ، وعندنا سر من سر الله ، وعلما من علم الله امرنا بتبليغه ، فبلغنا عن الله عز وجل ما امرنا بتبليغه ، فلم نجد موضعاولا حمالة يحملونه ، حتى خلق الله لذلك اقواما . خلقوا من طينة خلق منها محمد واله وذريته عليهم السلام
        ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته ، وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته ....
        فبلغنا عن الله ما امرنا بتبليغه ، فتقبلوه واحتملوا ذلك (( فبلغهم ذلك عنا فقبلوه واحتملوه ) وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم الى معرفتنا . وحديثنا , فلولا إنهم من هذا لما كانوا كذلك .. لا والله ما احتمله ثم قال :ان الله خلق اقواما لجهنم والنار فامرنا ان نبلغهم كما بلغناهم ... واشمازوا من ذلك ونفرت قلوبهم وردوه علينا ولم يحتملوه ... وكذبوا به وقالوا ساحر كذاب فطبع الله على قلوبهم وانساهم ذلك ، ثم اطلق الله لسانهم ببعض الحق فهم ينطقون به وقلوبهم منكرة ...

        ليكون ذلك دفعا عن اولياؤه واهل طاعته ولولا ذلك ما عبد الله في ارضه .فامرنا بالكف عنهم والستر والكتمان ، فاكتبوا عمن امر الله بالكف عنه ، واستروا عمن امر الله بالستر والكتمان عنه ، ثم رفع يده وبكى وقال ....اللهم ان هؤلاء لشرذمة قليلون . فاجعل محيانا محياهم ومماتنا مماتهم ولا تسلط عليهم عدوا لك فتفجعنا بهم ولم تعبد ابد في ارضك ... وصلى الله على محمد واله وسلم تسليما.
        ويتبين لنا من كل ذلك ان الولاية .... عرفت بالميثاق فقال (( الست بربكم )) فيكون باطن هذا الامر في الميثاق .. وعلى هذا الاساس ... انه الولاية العضمى ..عرضت على الانبياء وجعلتهم مرسلين وغير مرسلين ... وكل حسب استعداداتهم الفطرية والوجودية انما يكون .. حول كون علي ع هو سر الأنبياء , وسؤالهم عن الولاية ..


        علي الشمري
        بكالوريوس علوم اسلامية

        http://www.burathanews.com/news_article_28483.html


        يـا عـــــلـــــي
        التعديل الأخير تم بواسطة لواء الحسين; الساعة 09-04-2008, 01:00 PM.

        تعليق


        • #5
          مشاريع إبادة أهل بيت النبوة!
          كانت حياة الهاشميين عامة، وأهل بيت النبوة خاصة، سلسلةً أو حلقات متواصلة من الألم والعذاب والمعاناة، فكلما دفن أهل بيت النبوة شهيداً أردى خصومهم شهيداً آخر، وكلما ودّع أهل بيت النبوة كوكبة من خيرة فتية أهل الأرض قتل خصومهم كوكبة أخرى، وإذا انتهت محنة نبتت على أثرها محنة، وإذا التأمت جراحات جدّت جراحات.
          والعلة في ذلك أن خصوم أهل بيت النبوة وطوال التاريخ الإسلاميّ كانوا يعتبرون أهل البيت شوكة شجا في حلوقهم، وسدّاً منيعاً يقف أمام غصبهم وأطماعهم.
          وقد توصل خصوم أهل بيت النبوة إلى نتيجة مفادها أن أمر أولئك الخصوم لا يستقيم أبداً ولا يصفو لهم وجه المُلك إلا إذا تخلصوا من آل محمد، وأبادوهم نهائياً من الوجود؛ لأن أولئك الخصوم وفي قرارة أنفسهم يعلمون علم اليقين أن الرئاسة والقيادة أو المرجعية حق إلهي خالص لمحمد ولذرية محمد، وطالما أولئك الخصوم قد سلبوا آلَ محمد حقَّهم وغصبوه، فلا يأمنوا من أن يسترد المغصوب ما غُصب منه، لذلك صار أهل بيت النبوة بمثابة الهاجس الذي يُقلق مضاجع الغاصبين والخارجين على الشرعية الإلهية.
          واستقرت فكرة إبادة أهل بيت النبوة في قلوب الخصوم وأذهانهم كحلِّ وحيد لمشكلتهم مع أهل البيت. وقد وُضِعت عدة مشاريع لإبادة أهل بيت النبوة، ونفذت تلك المشاريع فعلاً، ولاح للخصوم أن أهل بيت النبوة قد أُبيدوا بالفعل، وأن خطرهم قد ذهب إلى غير رجعة، وأن شجرتهم قد اقتُلِعت جذورها من الأرض تماماً. ثمّ خاب ظن الخصوم، فقد اكتشفوا أن شجرة النبوة الطاهرة أصلها ثاب وفرعها في السماء، وأن الله قد بارك هذه الشجرة، فإن تقطعت فروعها فإنها تنبت من جديد، لتبقى تلك الفروع الباسقة حامية لحمى الشرعية الإلهية، وحمى الإسلام، فما من عصر من العصور إلا و وُجد فيه من أهل بيت النبوة من هو أهل لقيادة الأمة ورئاستها ومرجعيتها؛ ليكون حجة وشاهداً على أولئك الذين صدعوا بأمر ربهم، وتمسكوا بالثقلين الأكبر كتاب الله، وبيان النبي لهذا الكتاب، والأصغر عترة النبي أهل بيته، وعلى أولئك الذين جحدوا أمر الله ووصية نبيهم، فتجاهلوا الثقل الأصغر، ثمّ ادعَّوا أن الثقل الأكبر يكفيهم ويغنيهم عن الثقل الأصغر لحاجة في نفس يعقوب قضاها!!

          نماذج من مشاريع الخصوم لإبادة أهل بيت النبوة
          لقد وضع خصوم أهل بيت النبوة عدة مشاريع للتخلص من أهل البيت وإبادتهم، لكن أبرز تلك المشاريع المشؤومة مشروعان، هما: كربلاء، وفَخّ.

          1 ـ مشروع كربلاء لإباد أهل بيت النبوة
          أثبتنا في معرض بحثنا لعمادة أهل بيت النبوة ـ عمادة الحسين بن علي بن أبي طالب ـ أن عدد الذين كانوا مع الحسين من آل محمد ومَن والاهم في كربلاء لا يتجاوزون جميعاً المائة رجل، وأن عدد جيش الحكم الذي خرج لحرب آل محمد ومَن والاهم والذي عَسكرَ في منطقة كربلاء قد بلغ ثلاثين ألف مقاتل بأقل الروايات، ومائة ألف مقاتل بأكثر الروايات. وبينّا أن جيش الحكم قد حال بين الحسين وآل محمد وأوليائهم ومن معهم من نساء وأطفال وبين الماء، وتلك حقيقة لا يقوى عاقل على إنكارها؛ فقد أجمع على صحة حدوثها كلُّ المؤرخين، فلو لم يقاتلهم جيش الحكم وتركهم لمدة أسبوع أو عشرة أيام أخرى لماتوا من العطش، ولما كانت هناك حاجة للقتال.

          الخيارات المطروحة أمام جيش الحكم في كربلاء
          لا يوجد تكافؤ بين جيش دولة عظمى في عصرها قوامه ثلاثون ألف مقاتل على الأقل وبين مائة رجل تمسّكوا بدينهم وموقفهم وحياتهم وذراريهم. وقيام جيش بهذا العدد والعدة بالهجوم على مائة رجل إهانة بالغة لشرفِ عسكريةِ ذلك الجيش. ثم ما هي الضرورة العسكرية الملحّة التي تجبر جيشاً قوامه ثلاثون ألف مقاتل للهجوم الشامل على مائة رجل قد حِيلَ بينهم وبين الماء وهم عطاشى لم يذوقوا الماء طوال عشرة أيام ؟!! ثمّ ألا يستطيع جيش بهذا العدد أن يأسر مائة رجل، محاصرين من جميع الجهات ؟!! أليس بإمكان ذلك الجيش المقتدر أن يأخذهم أسرى إلى « خليفة المسلمين » ليرى فيهم رأيه!!
          إن المائة رجل مع الحسين ابن بنت النبيّ، ولم يكن على وجه الأرض ابن بنت نبي غيره، فلو كان الحسين رجلَ دين نصراني، أو حَبراً يهوديّاً، قد خرج هو ومن معه على السلطة، أليس من الحكمة والشرف العسكري، بل ومن الرجولة أن يُؤخذ هو ومن معه أسرى، وأن يُعامَلوا معاملة الأسرى التي أمر بها الإسلام، ثم يقادوا إلى « ولي الأمر » ليقضي بأمره ؟!
          إنّ جيش الخلافة لم يعامل ابن بنت النبيّ وآل محمد وذوي قُرباه كما ينبغي أن يُعامَل اليهود والنصارى، بل وكما تقضي أخلاق الحرب الإسلاميّة أن يُعامل المشركون، إنما عاملهم معاملة يَندى لها جبين البشرية خجلاً، ويترفع حتّى الكفار والمشركون واليهود والنصارى والأمم المتوحشة عن معاملة خصومهم بها. ومع أن المائة رجل قد قُتلوا عن بكرة أبيهم بين يدَي ابن بنت النبي ودفاعاً عنه، ولم يَبقَ من الرجال إلا ابن بنت النبيّ، وكان بإمكان جيش الحكم أن يأسره إلاّ أن ذلك الجيش لم يأسر ابنَ بنت النبيّ إنما شنّ هجوماً شاملاً على رجل، ثمّ قتله وقطع رأسه، وأوطأ الخيلَ صدرَه وبطنه وهو ميت، ثم سلبه ثيابه الملطخة بالدم!!!
          وبعد أن قُتل آل محمد وأولياؤهم تناول الحسين طفلَه ليودّعه ويقبّله، فشاهده جيش الحكم فرمى الطفل بسهامه حتّى قتله وهو في حضن أبيه! ولما انتهت المعركة وقُتل الحسين ومن معه وسيقت بنات الرسول كما تساق الأسارى وجرّوا عليَّ بن الحسين مع النساء مريضاً لا يقوى على الحركة، هَمّ عبيدالله بن زياد بقتله، لأنه تعجّب كيف ينجو من القتل ومن حرب الإبادة!! تلك حقائق سلّم بها كل مؤرخي المسلمين، وأرسلوها إرسال المسلَّمات.

          إبادة أهل بيت النبوة هي الغاية الوحيدة
          إن جيش الحكم لم يقاتل في قارة أخرى، غير القارة التي يتواجد فيها الحاكم وأركان دولته، إنما كان يقاتل بنفس القارة التي يقيم فيها الحاكم، وكانت أخبار الجيش تأتيه يوماً بيوم. ثم إن عبيدالله بن زياد أقل وأذل من أن يرتكب مثل هذه الفضائح على مسؤوليته ودون علم الخليفة وأركان دولته ومباركتهم. وهذا كله يعني أن الخليفة وأركان دولته قد قدّروا أنها فرصتهم الذهبية الوحيدة للتخلص من آل محمد وإبادتهم من الوجود، واقتلاع شجرة النبوة المباركة من جذورها الضاربة في الأرض، بدليل أن الحاكم كافأ عبيدالله بن زياد بملايين الدنانير الذهبية وولاّه على كلّ العراقيّين، واتخذه نديماً له وأميناً على ثغر مغنمه وجهاده كما قال!

          لا أحد يأمر بمعروف أو ينهى عن منكر!! (1)
          لم يَروِ لنا التاريخ أن رجلاً واحداً من جيش « الخلافة »، ولا من أركان دولة الخلافة ولا من عليّة القوم أو من الأوباش قد استنكر هذه الفضائح أو أمر بمعروف ونهى عن المنكر أو مشى بوساطة خير، كأن قال للخليفة: إنما الحسين رجل واحد، ولن يضيرك امتناعه عن البيعة، ثم إنه ابن بنت النبي، وقتلُه « يا أمير المؤمنين » فيه حرج بالغ لنا ولكم، ونحن عبيدك يا أمير المؤمنين وأولاد عبيدك، فهبه لنا هذه المرة، ونعدك أن يبايعك ذات يوم!
          ولكن لا عليّة الأمة ولا عامتها فعلوا ذلك، لقد أدبر المعروف وأقبل المنكر، وربما أدركت عليّة القوم بأنّ إبادة آل محمد هي المطلب.

          2 ـ مشروع « فَخّ » لإبادة أهل بيت النبوة
          تحدثنا في الفصول السابقة عن كربلاء، وعن فخّ، في معرض حديثنا عن عمادة أهل بيت النبوة، بالقدر الذي يفي بالحاجة، ونتحدث هنا عن فخّ بالقدر الذي يكفي لإبراز مشروع الخصوم لإبادة أهل بيت النبوة في فخّ.

          محل إقامة أهل بيت النبوة في عصر فخّ
          قسم من آل محمد كان تحت الإقامة الجبرية في « سُرّ مَن رأى » في العراق. العميد وصفوته يبقى دائماً تحت المراقبة الدائمة للسلطة المركزية!
          والقسم الأعظم من آل محمد كانوا يقيمون في المدينة المنورة بجوار جدهم رسول الله.

          الوضع السكاني في المدينة المنوّرة
          كانت المدينة المنورة في الزمن الذي حدثت فيه المواجهة في فخّ تعجّ بالناس من مختلف المشارب والأهواء والألوان والأجناس والأعراق، من عرب وأحابيش وموالي، وأتراك وروم.. وكل واحد منهم آمِن على نفسه وأهله وماله، فلا أحد يسأل أحداً ما داموا خاضعين للخليفة، ومقرّين له بالولاء والطاعة، وعلى العموم لا يقدّمون حسابهم لأحد. ووالي الخليفة على المدينة راضٍ مرضي، فهو يثق بهم جميعاً.

          الشغل الشاغل لوالي الخليفة على المدينة
          كان الشغل الشاغل لوالي الخليفة على المدينة هم آل محمد وذوو قرباه، فهم وحدهم موضع الشك والتهمة، لذلك صبّ جام غضبه عليهم، فكان يَصفّهم يومياً كما يُصَفّ العبيد ويتفقدهم فرداً فرداً، ومن يتغيب منهم، يسومه سوء العذاب إذا عاد!! وإذا غاب فرد من آل محمد، فآل محمد مسؤولون مسؤولية جماعية عن غيابه، وقد يسجنهم الوالي جميعاً فلا يسمح لهم بالخروج إلا في الوقت اللازم لقضاء الحاجة أو للوضوء!
          كل ذلك بدون مبرر، وظلماً وعدواناً، ولا سبب وجيه يدعو لذلك سوى أنهم من ذوي قربى النبي.
          لقد صبر آل محمد على هذا الضيم حتّى عِيلَ صبرُهم. وكلما تجاوز الوالي الحدود كلما عشق أفعاله، وتفتقت ذهنيته المريضة عن ألوان وضروب أخرى من الإذلال، فجمع الحسينُ بن علي صاحبُ فَخّ الشهير آلَ محمد ومواليهم في المسجد، ثمّ أمر المؤذن أن يؤذن بالأذان الذي يؤذن فيه بزمن رسول الله « حيَّ على خير العمل »، فلما سمع والي الخليفة بالأذان فرّ وأدرك بأن آل محمّد قد قبضوا على ناصية الأمور في المدينة. وكالعادة هرع أهل المدينة ليبايعوا هذا الغالب « الحسين صاحب فخ »، وكان الناس يتأهبون للحج. وقرر صاحب فخّ أن يؤدي فريضة الحج وأن يشرحِ للمسلمين في مكة ما حدث في المدينة.

          في فخّ / عقوبة مَن يتوجع
          سار صاحب فخ من المدينة إلى مكة، ومعه قرابة 200 رجل من آل محمد وأوليائهم، بقصد أداء فريضة الحج وشرح ما حدث في المدينة.
          ولما وصل إلى منطقة فخ فاجأته جيوش العباسيين. وهي جيوش عظيمة كان بإمكانها أن تأسر الحسين، وأن تأسر من معه بيسر وسهولة وترسلهم إلى الخليفة ليرى فيهم رأيه. وكما فعل الجيش الأموي في كربلاء فعل الجيش العباسي في فخ، فقتل الجيش العباسي ثمانين رجلاً أكثرهم من آل محمد، وأسر مائة وعشرين رجلاً. ولما أرسل الأسرى إلى الخليفة العباسي أمر بقتلهم جميعاً، وقُتلوا بالفعل دون ضرورة عسكرية توجب ذلك، وإنما كانت فخ مجرد مشروع للتخلص من آل محمد وإبادتهم تماماً كمشروع كربلاء.
          ومن خلال هذين المشروعين تتضح رغبة خصوم آل محمد بإبادتهم ليصفو لهم وجه المُلك الذي غصبوه بالقوة والقهر من أهله الشرعيين.

          عقوبة هدم بيوت بني هاشم
          لما خرج الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة في طريقه إلى كربلاء، أمر والي المدينة عمرو بن سعيد بن العاص صاحبَ شرطته على المدينة أن يهدم دُورَ بني هاشم، فهدمها صاحب الشرطة فعلاً، وآذى من كان موجوداً من الهاشميين، وبلغ منهم كل مبلغ (2).
          ولما قتل الإمام الحسين وآل محمد في كربلاء بعث عبيد الله بن زياد بشيراً لواليها على المدينة « فجاء البشير »، فقال له عمرو بن سعيد: ما وراءك ؟ فقال البشير: ما سرَّ الأمير، قُتل الحسين بن علي بن أبي طالب!! فقال: نادِ بقتله، فناديت، فلم أسمع واللهِ واعيةً قط مثلَ واعيةِ نساءِ بني هاشم في دُورهنّ على الحسين. فقال عمرو بن سعيد وهو يضحك:


          عَجّت نسـاءُ بني زيادٍ عجّـةً ***** كعجيجِ نِسوَتِنا غداةَ الأرنبِ (3)

          وإذا كان الأمويون قد هدموا دور الهاشميين بعد خروج الحسين بن علي بن أبي طالب إلى كربلاء، فإن العباسيين قد هدموا دار الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب بعد قتله في فخّ، وهدموا دور جماعة من أهل بيته، وحرقوا نخيلهم وصادروا أموالهم بعد قتل الثائر الهاشمي في فخ (4).

          ( الهاشميون في الشريعة والتاريخ،

          للمحامي الأردني أحمد حسين يعقوب ( رحمه الله ) ص 356 ـ 362

          http://www.imamreza.net/arb/imamreza.php?id=1813

          تعليق


          • #6
            بعض من أسرار أرض كربلاء الحسيني المقدسة

            بسم الله الرحمن الرحيم



            مقتبس من كلام السيد المرجع محمد صادق الشيرازي دام ظله

            الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
            لقد ضحّى الإمام الحسين بكلّ ما يملك في سبيل الله تعالى، وكان بذله سلام الله عليه استثنائياً ومتميّزاً، فأعطاه الله سبحانه وميّزه في عطائه بما يتناسب وبذله الذي لم يكن لأحد لا من قبله ولا من بعده؛ امتيازات لم يعطها أحدٌ قطّ حتى أولئك الذين هم أفضل من الحسين سلام الله عليه(1)، وهم جدّه المصطفى صلى الله عليه وآله وأبوه المرتضى وأمّه الزهراء وأخوه المجتبى صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. وهذا الأمر ملحوظ في الأدعية والزيارات كثيراً(2).

            مسؤولية دم الإمام الحسين


            في زيارة للإمام الحسين يرويها ابن قولويه القمّي(3) في كتابه «كامل الزيارات»؛ عن الإمام الصادق سلام الله عليه مخاطباً جدّه الإمام الحسين سلام الله عليه: وضمَّن ـ أي الله تعالى ـ الأرض ومَن عليها دمك وثارك(4).
            يمكنني القطع أنّه لم يرد مثل هذا التعبير في الأدعية والزيارات المرويّة عن أهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين بمثل ما ورد هنا بحقّ الإمام الحسين، وقد حار العلماء في تفسيرها، ومنهم العلامة المجلسي الذي نقل هذه الزيارة في كتابه «بحار الأنوار» عن ابن قولويه.
            لنستطلع أوّلاً معاني مفردات هذه الجملة وأوّلها مفردة «ضمّن». فنقول: الضمان هو أحد أبواب الأحكام العملية الشرعية وقد وقع الخلاف بين الشيعة ومخالفيهم في تحديد صيغته والعمل بمقتضاه. فالمشهور بين العامة أنّه «ضمّ ذمّة إلى ذمّة»، أمّا مشهور الشيعة فيقولون: إنّ الضمان «نقل ذمّة إلى ذمّة». وتوضيحهما:
            لو كان في ذمّة زيد مال لعمرو بسبب دَين مثلاً، وضمن خالدٌ زيداً لدى عمرو، فحسب مشهور الشيعة للضمان، لا يحقّ لعمرو بعد ذلك مطالبة زيد بالمال لأنّ الذمّة قد انتقلت إلى خالد وهو المطالَب حينئذ. أمّا حسب مشهور العامّة فإنّ عمراً يمكنه أن يطالب زيداً وخالداً كليهما، وحقّه بمطالبة كلّ منهما ينتفي لو وفّى له أحدهما، فيكون الضامن ـ على كلا الرأيين ـ مسؤولاً أمام صاحب الحقّ، سواء بانتقال المسؤولية إليه وحده، أم بالاشتراك مع المستفيد من ذلك الحقّ.
            فالظاهر من عبارة الإمام الصادق سلام الله عليه في قوله وضمّن الأرض ومَن عليها هو: أنّ الله سبحانه وتعالى ألقى على الأرض ومَن عليها مسؤولية دم الحسين، لأنّ ذلك الدم الطاهر أُريق عليها، فأصبح بذمّتها وذمّة مَن عليها فصارت بذلك هي ومَن عليها الضامن والمسؤول عن دم الحسين سلام الله عليه.
            لا إشكال أنّ العدل الالهي يعدّ أصلاً من أصول الدين عند أتباع آل البيت سلام الله عليهم، والذي يعني أنّ الله منَزّه عن الظلم. وهذا يستلزم أن كلّ ما يرد في روايات أهل البيت سلام الله عليهم لابدّ أن ينسجم مع منطق العدل الإلهي، وكلّ تفسير يتعارض مع العدل الإلهي أو ينافيه فهو مرفوض سلفاً جملة وتفصيلاً.
            مفاد النصّ ههنا أنّ الله ضمّن الأرض، أي الأرض كلّها، فليس في العبارة ما يصرف لفظة الأرض عن معناها العام إلى بقعة بعينها، مع العلم أنّ كلمة «كربلاء» وهي الأرض التي أُريق عليها دم الحسين موجودة في الروايات والزيارات الأخرى كثيراً، وكذلك كلمة «الكوفة» وهي الأرض التي خرجت منها الجيوش لقتل الحسين سلام الله عليه. ولكن عندما نراجع هذه الزيارة نرى كلمة «الأرض» وردت بإطلاقها، بل يقول النص: وضمّن الأرض ومَن عليها. أي: وكلّ البشر الذين سكنوا الأرض من أوّل الدنيا إلى آخرها.
            يقول العلاّمة المجلسي رضوان الله عليه: لعلّ المقصود بـ (مَن عليها): الملائكة والجنّ(5).
            ولكن قد يقال: ولماذا الملائكة والجنّ فقط؟ بل البشر وكلّ شيء أوعز إليه التسبيح لله تعالى أيضاً، لأنّ (مَن) ههنا موصولة وهي ظاهرة في العموم كما هو المشهور بين علماء اللغة والأصول. فتكون معنى العبارة: أنّ الله تعالى ألقى مسؤولية دم الحسين على الكرة الأرضية وكلّ مَن عليها.
            وحقَّ للعلماء أن يحاروا في توجيه هذه العبارة التي وردت عن الإمام الصادق سلام الله عليه وهو لا يقول كلمات مهملة؛ لأنّه من أهل البيت سلام الله عليهم الذين هم القمّة في البلاغة ناهيك عن عصمتهم ودقّتهم في كلّ الأمور؛ فلماذا يقول الإمام إنّ الله تعالى جعل دم الحسين في ذمّة الأرض؟ ما شأنها؟ هل هي قتلت الحسين؟ وإذا كان المقصود بكلمة الأرض هنا كربلاء فنحن نعلم أن الله تبارك وتعالى رفع شأنها بالإمام الحسين حتى جعلها أشرف من الكعبة ـ وهذه من جملة العطاءات الاستثنائية التي خصّ بها الإمام الحسين ـ ولكن الإمام سلام الله عليه لم يخصص أرض كربلاء بل قال: ضمّن الأرض. أي كلّ الأرض، فإذا كان الإمام الحسين قد قُتل على بقعة من الأرض، فلماذا حمّل الله الأرض كلّها مسؤولية ذلك الدم الطاهر؟
            نعم، حار العلماء في فهم هذا المقطع من هذه الزيارة، فقال جماعة: بما أنّه قُتل الإمام الحسين على الكرة الأرضية فإنّ الله تعالى جعلها كلّها مسؤولة عن تعذيب قتَلة الحسين وخاذليه حيثما دُفنوا وفي أيّ بقعة منها، وهذا هو ضمان الله على الأرض، وهو مائز ميّز الله تعالى به الحسين وخصيصة خصّه بها، وكشف عنها الإمام الصادق سلام الله عليه. أما كيف تنفّذ الأرض هذا التكليف الإلهي فهذا ليس من شأننا معرفته، وهي تعرف تكليفها ونحن يكفي أن نعرف في المقام أنّها مكلّفة وأنها تؤدّي تكليفها؛ (قالتا أتينا طائعين)(6).
            النقطة الأخرى الجديرة بالتأمّل في هذه الزيارة قوله: «ومَن عليها». وهذا يعني أننا نحن أيضاً وآباؤنا وأبناؤنا وأجيالنا اللاحقة ممّن سيعيش على هذه الأرض، جميعاً مسؤولون عن دم الحسين والثار له، فأنا وأنت بذمّتنا دمه وكذا من يعيش اليوم وغداً في أقصى نقاط العالم. والسؤال: نحن لم نكن موجودين في زمن بني أمية ولا شهدنا مقتل الحسين سلام الله عليه فكيف نكون مسؤولين، وعمّ؟ بل الإمام الصادق سلام الله عليه نفسه لم يكن موجوداً في زمن جدّه ولا رأى مقتله، ولو شهد لنصره فكيف يقول إذاً: ضمّن الأرض ومن عليها دمك وثارك؟
            إذاً لابدّ أن يكون لذلك معانٍ أخرى فلنحاول الوقوف عليها.

            عاشوراء والتكوين


            نستنتج من كلّ ما تقدم أنّ الله أعطى للحسين ما لم يُعطِ أحداً من العالمين؛ إذ ربط دمه بعالم التكوين، فألقى مسؤولية دمه على الأرض كلّها، وعلى كلّ مَن عليها.
            يقول النصّ: «ضمّن الأرض ومن عليها دمك وثأرك» فإنّ الدم شيء والثار شيء آخر. الثار يعني الانتقام للدم المراق.
            ربما استغرب العلاّمة المجلسي قدس سره من المعنى الحقيقي الظاهر لهذه العبارة، ولعلّه اعتبره منافياً للعدل الإلهي، فكيف يحمّل الله تعالى الأرض وكلّ من عليها المسؤولية وفيهم مَن لا يرضى بقتل الحسين سلام الله عليه ويلعن قاتليه ويتبرّأ منهم؟! بل فيهم الأنبياء والأولياء وأهل البيت سلام الله عليهم؟!
            هذا الأمر جعل العلاّمة المجلسي يأتي بمعانٍ مجازية للعبارة؛ منها: أنّ معنى العبارة أنّ الأرض تعذِّب قتلة الحسين سلام الله عليه عندما يُدفنون فيها، فهذا هو الضمان الذي ضمّنه الله الأرض.
            بمعنى أنّ المسؤولية الملقاة على عاتق الأرض والجمادات هي مسألة تكوينية. كما أنّ مسؤولية مَن جعل الله له العقل والشعور كالإنسان والجن والملك هي مسؤولية تشريعية. وبالتالي يكفي أن نعرف أنّ الله جعل دم الحسين في ذمّة الكرة الأرضية، ولا بأس في ذلك. ولكن الشقّ الثاني هو الذي يحتاج إلى تأمّل وهو كلمة «ومَن عليها»؛ فظاهر العبارة أنّ كلّ مَن على الأرض يتحمّل مسؤولية دم الحسين، مع أنّ من بينهم أحبّاء الحسين سلام الله عليه ـ كما قلنا ـ فكيف يستقيم ذلك؟
            يقول الفقهاء: إذا ورد حديث صحيح وفيه صيغة أمر مثلاً، فظاهر صيغة الأمر هو المعنى الحقيقي ـ أي الوجوب ـ إلاّ إذا كانت هناك قرائن على عدم إرادة الوجوب، فننتقل إلى الاستحباب.
            وهنا أيضاً لما كان المعنى الحقيقي لا يمكن إرادته من العبارة لأنّ ذلك يقتضي توجيه العقوبة حتى على الذين لم يشتركوا ولم يرضوا بقتل الإمام الحسين سلام الله عليه، وهذا يتنافى مع منطق العدل؛ لذا لا يمكن حمل العبارة هنا على المعنى الحقيقي، فنبحث عن أقرب المجازات، إذ الحكم العقلي لصرفها عن المعنى الحقيقي موجود بسبب العدل الإلهي.
            أما المجازات التي ذكرها العلاّمة المجلسي رضوان الله عليه فقد لا تكون أقرب المجازات. والمسألة طبعاً في كلمة «دمك»، أما الثأر فربما لا مسألة علمية فيه، أمّا دمك، فإنّ الله ضمّن الأرض ومَن على الأرض مسؤولية دم الإمام الحسين فربَط بينه وبين التكوين، لم يستثن فيها حتّى الأنبياء والرسل.
            روي أن إبراهيم الخليل لمّا مرّ من أرض كربلاء وهو راكب عثر به مركبه فشجّ رأسه وسال دمه فأخذ في الاستغفار وقال: إلهي أيّ شيء حدث منّي؟ فنزل إليه جبرئيل وقال:
            «يا إبراهيم ما حدث منك ذنب ولكن هنا يُقتل سبط خاتم الأنبياء وابن خاتم الأوصياء فسال دمك موافقة لدمه»(7).
            أليس هذا مصداقاً حيّاً لربط قضية الإمام الحسين بالتكوين؟ علماً أنّ النبي إبراهيم عليه السلام كان قد عاش قبل آلاف السنين من حادثة كربلاء فكيف شُجّ رأسه عندما مرّ على أرض كربلاء؟
            إبراهيم الخليل على ما له من عظمة(8)، عندما يمرّ من أرض كربلاء يُشجّ رأسه ويخرج منه الدم موافقة لدم الحسين؛ ذلك أنّ قتل الحسين قتل للكرامة وللإسلام وللأنبياء جميعاً وتخريب للتكوين والتشريع؛ ومن هنا جعل دمه وثأره على عاتق الأرض ومَن عليها أجمعين، وهذا هو معنى: ضمّن الأرض ومَن عليها دمك وثأرك.
            ولا يقصد بالثأر قتل قاتله فقط بقدر ما يعني تفاعلاً تكوينيّاً، وفي الإنسان يعني المسؤولية التي ينبغي تحمّلها تجاه قضيّته سلام الله عليه.

            مسؤوليتنا تجاه قضية الإمام


            روي عن الإمام الرضا سلام الله عليه:
            «كان أبي إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيّام. فإذا كان يوم العاشر، كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول: هو اليوم الذي قُتل فيه الحسين صلّى الله عليه»(9).
            وهذا يعني أنّ لمحرّم خصوصية تميّزه عن باقي الشهور. فبحلول هذا الشهر الحرام، وما إن يهلّ هلاله يتبادر إلى الأذهان إسم الإمام الحسين سلام الله عليه، حيث قُتل في العاشر منه مظلوماً شهيداً، الأمر الذي يذكّرنا بمسؤوليتنا تجاه قضيّته. ومن جملة تلك المسؤولية أمران:
            الأمر الأوّل: التعريف بالإمام الحسين عليه السلام وشرح قضيته وبيان أهدافها وتبيين مبادئ نهجه الذي سار عليه، وكشف ما جرى عليه وعلى آله وصحبه لجميع الناس في شرق الأرض وغربها.
            ومن وسائل ذلك إقامة عزاء الإمام الحسين والتشجيع على إحيائه بمختلف الأشكال المشروعة(10).
            أما الأمر الثاني: فيتحدّد ـ بعد إتقان مقدّمته في الأمر الأول ـ بالاقتداء في متابعة أهداف الإمام الحسين سلام الله عليه.
            فالتعريف بالحسين وقضيّته من خلال إقامة مجالس العزاء والشعائر الحسينية ـ من جانب ـ والعمل على تحقيق هدف الإمام المتمثّل بإنقاذ العباد من جهالة الكفر وضلالة الباطل إلى نور الحقّ والإسلام والإيمان(11) ـ من جانب آخر ـ هما ضمن المسؤولية الملقاة علينا تجاه الإمام الحسين سلام الله عليه.
            فلنشمّر عن ساعد الجد وخصوصاً في شهري محرّم وصفر، ولنعدّ ونستعدّ قبل حلولهما، لنستثمر طاقاتنا في هذا السبيل من أجل أن تتحقّق المبادئ العليا المتمثّلة بسيرة أبي عبد الله الحسين وذلك من خلال المواكب والشعائر والمجالس والأفلام الرمزية المسجّلة والشبكات المعلوماتية والفضائيات والمنابر والندوات، وسائر الوسائل المتاحة، فهذه جميعها تشكّل جزءاً من مسؤوليتنا الوارد ذكرها في قول الإمام الصادق حين يخاطب جدّه الحسين سلام الله عليهما: «وضمّن الأرض ومَن عليها دمك وثارك». فما أكثر الناس الذين لا يعرفون الإمام الحسين وقضيته وأهداف نهضته، وما أثقل مسؤوليتنا تجاههم؟
            نسأل الله تعالى أن يوفّقنا لخدمة الإسلام والسعي الجادّ في سبيل خدمة أهداف الإمام الحسين سلام الله عليه عن هذا الطريق، طريق تعريف العالَم أجمع بالإمام وأهداف نهضته الشريفة.

            استثنائية الجزاء للإحياء والزيارة


            إنّ من يُسدي خدمة للإمام الحسين ويشجّع الآخرين لقضاياه وعزائه ومجالسه وشعائره، فإنّ الله تعالى يصنع به ويعامله معاملة استثنائية، وكذلك يعاقب الذين خذلوه وخذلوا مجالسه وأيامه من بعده، بعقوبة استثنائية في الدنيا والآخرة.
            نقل المرحوم السيّد الأخ أعلى الله درجاته في بعض كتبه أنّه ذكر عند أحدٍ أنّ تربة الحسين شفاء من كلّ مرض بإذن الله تعالى، فطلب ـ وكان من المستهزئين ـ قليلاً من التربة الحسينية، وعندما جيء له بها أهانها، فلم يعش حتى صباح اليوم التالي مع أنّه كان معافى. وقيل إنّ هذا الشخص كان من شخصيات بني العباس، أي أنّه لم يكن ممن حضر الواقعة ولكن الأرض انتقمت منه لأنّه أهان تربة الحسين سلام الله عليه.
            وروي أنّه سَأل عبدُالله بن رباح القاضي، شخصاً أعمى عن سبب عمائه، فقال: كنت حضرت كربلاء وما قاتلت، فنمت فرأيت شخصاً هائلاً، قال لي: أجب رسول الله صلى الله عليه وآله. فقلت: لا أطيق، فجرّني إلى رسول الله؛ فوجدته حزيناً وفي يده حربة، وبسط قدّامه نطع، وملَك قِبَله قائم في يده سيف من النار يضرب أعناق القوم وتقع النار فيهم فتحرقهم ثمّ يحيون ويقتلهم أيضاً هكذا. فقلت: السلام عليك يا رسول الله، والله، ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت سهماً. فقال النبي: ألستَ كثّرت السواد؟! فسملني وأخذ من طست فيه دم فكحلني من ذلك الدم، فاحترقت عيناي، فلما انتبهت كنت أعمى(12).
            وهذا معناه أن هذا الرجل لم يكن راضياً بالمجيء والمشاركة في قتل الإمام الحسين ولكنّه كان يخاف نقمة ابن زياد ففكّر أن يذهب ولا يمارس أيّ فعل بل يكتفي بمغادرة الكوفة والحضور في كربلاء مع العسكر ولكن معتزلاً القتال. فهو لم يحمل على أحد بسيف ولا طعن برمح ولا رمى نبلاً، أي لم تلوّث يده ولكنّه مع ذلك لقي ذلك العقاب الأليم. فإذا كان هذا حال من مثله فكيف بمن شارك في قتل الإمام أو حارب شعائره من بعده؟
            لقد بلغ الذين اشتركوا في قتال الإمام في كربلاء 30000 على أقلّ الروايات، فما الذي يؤثّره هذا الفرد الذي لم يمارس أيّ فعل سوى الحضور؟ ورغم ذلك استحقّ العذاب لمجرّد حضوره في الصفّ المعادي للإمام. وفي الصورة المعاكسة هكذا يكون نصيب حضورك اليوم في مجلس عزائه سلام الله عليه، فإنّ الألوف والألوف من المجالس تقام، فما حجم مشاركتك وحضورك قياساً للحضور الجماهيري الفخم الذي يحضره، ولكن مع ذلك لا ينبغي أن تستصغر حضورك وتستهين به وتقول: إنّه لا يؤثّر كثيراً، بل ينبغي أن تشترك دائماً.
            وهكذا الأمر في زيارة الإمام الحسين، فحتى لو كان يحضرها الملايين فلا تقل ما الذي يضرّ لو لم أحضر لأنّي قطرة في بحر، وذلك لأنّ قضيّته عليه السلام استثنائيّة حتى على مستوى الجزاء، سواء في جهة المؤيّد أو المعارض؛ ولذا حاول أن لا تشترك بلسان ولا عمل ضدّ أيّة شعيرة من شعائر الإمام الحسين، ولا تتكلّم ضدّ أيّ من القائمين بمجالس الإمام، ولو وجدت فيهم نقصاً فلا تشهّر بهم، ولا تستهزئ بأيّ من الشعارات حتى لو كنت لا تراها كما يراها غيرك، بل دع كل موالٍ يعبّر بطريقته الخاصّة ما لم تتعارض مع الشرع.
            وقد نُقل لي أنّه كان أيّام المرجع الديني الكبير السيّد البروجردي قدّس سرّه شخصان قد صدر من كلّ منهما سلبية قد تبدو هيّنة في نظر بعضنا إلاّ أنّها عند الله عظيمة. حيث كان أحدهما لديه صهر مواظب وبإيمان على الحضور في مجالس العزاء التي تقام لأبي عبد الله سلام الله عليه وكان هذا الشخص بدل أن يثني على صهره ويكبر فيه روح الإيمان على مواصلة المشاركة كان يثبّطه ويقلّل من عزيمته قائلاً له: لا داعي لكلّ هذا الاهتمام في المشاركة، ويكفيك القليل من الحضور. أمّا الآخر فكان يستهزئ ببعض الشعائر ويستخفّ بالقائمين عليها. ففي ليلة العاشر من المحرّم لإحدى السنين رأى أحدهما في منامه ـ ونقل الحادثة بعد ذلك للسيّد البروجردي قدّس سرّه ـ كأنّ يوم القيامة قد قام، وهو وزميله ـ الذي يستخفّ ببعض الشعائر ـ في ساحة المحشر حائرين لا يدريان ما يصنعان ولا يعرفان مصيرهما. وإذا بهما يشاهدان مكاناً فيه جنّة فسألا عنه، فقيل لهما: هناك يجلس الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه، ومحبّوه يدخلون عليه، يحدّثهم ويحدّثونه. فانبريا قائلين: نحن كذلك من محبّي الإمام الحسين وممن يشترك في إحياء مجالس عزائه وإقامة شعائره؛ فلنذهب لزيارته ورؤيته. وعندما همّا بالدخول مع سائر المؤمنين إلى حضرة الإمام الحسين، حال الملائكة الموكلون بحراسة مجلسه دونهما، فتعجّبا قائلين: لم لا تسمحون لنا بالدخول؟! فقالت الملائكة لهما: كذلك أُمرنا، ألستما فلاناً وفلانا؟ فقالا: نعم، ولكن هلاّ أخبرتمونا عن السبب، وبعد إصرارهما دخل أحد الملائكة ثمّ خرج، وقال لهما: لقد مُنعتما بما كان منكما في تثبيط أحدكما لصهره، واستهزاء الآخر ببعض الشعائر. حينها فزع الشخص من نومه ـ وكان الوقت قبيل الفجر ـ مرهوباً خائفاً، لم يقوَ على معاودة نومه حتى الصباح، ثمّ جمع قواه وذهب إلى بيت صاحبه ـ الذي رآه في المنام معه ـ طالباً منه التهيّؤ للذهاب معاً إلى حرم الإمام الحسين سلام الله عليه؛ وبعد أن استقرّ بهما المكان، قصّ لصاحبه ما رآه في المنام بحذافيره، وأخذا يبكيان طالبين من الإمام الصفح عن خطيئتهما، متعاهدين على الإقلاع عنها وعن أمثالها.
            فهذان أدركا نفسيهما بواسطة رؤيا فتابا ونصحا، فما بالك بمن يموت وهو على ما هو عليه من بخلٍ في المشاركة، أو الاستخفاف بما لا يعلم؟!
            ومن الأمور والعطاءات الإلهية التي تفرّد بها الإمام الحسين زيارته سلام الله عليه؛ فإنّها تستحبّ حتى مع الخوف بل يزاد في مثوبتها، في حين أنّ الحجّ على عظمته يشترط في صحّته خلوّ السرب (أي الطريق) من الخوف والخطر، حيث يقول جمهرة من الفقهاء إنّه لو لم يبال الشخص بذلك وحجّ وأصابه الخطر لم يصحّ حجّه، بل ذهب بعضهم إلى أنّه لا يُقبل منه إذا لم تكن الطريق آمنة حتى لو لم يُصَب بسوءٍ؛ لأنّه لم يلتزم بهذا الشرط الذي هو من شروط وجوب الحجّ، فليس المقصود الاستطاعة المالية فقط بل يدخل ضمنها الأمن، فمن لم يأمن الطريق لا يكون مشمولاً لها.
            أما زيارة الحسين سلام الله عليه فمسنونة ومستحبّة حتى مع الخوف بل ورد الحثّ عليها، مع أنّ الظلمة كانوا يسجنون الزوّار وربّما يقطعون منهم الأيدي والأرجل ويصادرون الأموال، ومع ذلك لم نسمع أنّ الأئمّة نهوا مواليهم عن الزيارة بل كانوا يشجّعونهم(13)؛ الأمر الذي أدّى بزوّار الإمام لأن يتوافدوا على قبره الشريف رغم الأخطار وبعد الأسفار، في الحرّ والبرد رغم كلّ الظروف، حتى وصلتهم من الإمام الصادق تلك الدرر المكنونة من أدعيته سلام الله عليه في قوله:
            «اللهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص إلينا، وخلافاً منهم على من خالفنا فارحم تلك الوجوه التـي قد غيّرتها الشمس... اللهم إنّي استودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتى نوافيهم على الحوض يوم العطش»(14).
            وفي حديث محمد بن مسلم عن الإمام الباقر أنّه قال له:
            «هل تأتي قبر الحسين؟»
            قلت: نعم على خوف ووجل فقال:
            «ما كان من هذا أشدّ، فالثواب فيه على قدر الخوف»(15).
            إنّ الذي يواجه الصعوبات ويشترك في قضايا سيّد الشهداء، لاشكّ يكون ثوابه أكثر من غيره، بل تكون تلك المعاناة فضلاً من الله عليه. فمثلاً لو أنفق شخص ألف دينار في هذا الطريق وكان يمثّل نصف ما يملك، وأنفق آخر نفس المبلغ ولكنها كانت تشكّل ربع ما يملك فلاشكّ أنّ الأوّل أكثر ثواباً.
            لنرتقي بهمّتنا في خدمة الإمام الحسين ولا نستصغر ما نستطيع عمله في هذا الطريق الاستثنائي، فإنّ التوفيق من الله تعالى، لأنّه سبحانه جعل ما يرتبط بالإمام سلام الله عليه استثنائياً.
            (1) هذا ـ كما لا يخفى ـ لا يعني أنّهم صلوات الله عليهم دونه في البذل والتضيحة والعطاء. فهم نور واحد ثمّ إنّهم صلوات الله عليهم أفضل منه، كما صرّح الحسين سلام الله عليه نفسه في كربلاء حين قال: جدّي خير منـي وأبي خير منّي وأمّي خير منّي وأخي خير منّي. ولكنّ التضحية التي قيّضت للحسين كانت أعظم وكانت استثنائية فخصّه الله تعالى بعطاء فريد واستثنائي، ولو قيّض لأيّ منهم ما قيّض له من التضحية لما اختلف الحال.
            كما لا يخفى أنّ ما لاقاه رسول الله صلى الله عليه وآله والإمام أمير المؤمنين والصديقة الزهراء والسبط المجتبى سلام الله عليهم جميعاً لم يكن بالأمر الهيّن، فلشدّ ما عانى النبي صلى الله عليه وآله حتى قال: ما أوذي نبـي مثل ما أوذيت (مناقب آل أبي طالب للمازندراني: ج3، ص42) ومن يراجع خطبة أمير المؤمنين سلام الله عليه المعروفة بـ «الشقشقية» وخطبة فاطمة الزهراء سلام الله عليها في الأنصار والمهاجرين بعد غصبها حقّها في فدك والفيء والخُمس وخطبة الإمام الحسن سلام الله عليه في الناس بعد خذلان عسكره له، يدرك مدى الأذى والضيم الذي لحقهم جرّاء اغتصاب حقوقهم، إلى غير ذلك من المآسي والآلام؛ ولكن لا يوم كيوم أبي عبد الله كما شهد بذلك أخوه الإمام الحسن: لا يوم كيومك يا أباعبد الله. (أمالي الصدوق: 177)
            (2) فضلاً عما روي في هذا الشأن من الأخبار، فقد روي عن ابن عباس أنّه قال: أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلّم: إنّي قتلت بيحيى بن زكريا سبعين الفاً، وإنّي قاتل بابن بنتك سبعين ألفاً، وسبعين ألفاً (بحار الأنوار: ج45، ص298؛ المستدرك على الصحيحين للحاكم: ج2، ص290، 592 و ج3، ص178، لسان الميزان لابن حجر: ج4، ص457 رقم 1411، تهذيب التهذيب له: ج2، ص5305، تفسير القرطبي: ج10، ص219، تفسير الدر المنثور للسيوطي: ج4، ص264 مورد الآية5 من سورة الإسراء) إلى غير ذلك من الامتيازات التي تفرّد بها الإمام الحسين سلام الله عليه.
            (3) وابن قولويه هذا (ت: 368 هـ) هو أستاذ الشيخ المفيد رضوان الله عليهما، فالشيخ المفيد يروي عن الكليني بواسطته، والشيخ القمّي رحمه الله مدفون في الكاظمية في الرواق الشريف وفي محاذاة تلميذه الشيخ المفيد.
            (4) كامل الزيارات لابن قولويه (اعتبره جماعة من فقهاء الشيعة ومحدّثيهم من أصحّ الكتب): 385 ح17 الباب 79 زيارات الإمام الحسين بن علي عليهما السلام.
            (5) راجع بحار الأنوار: ج98، ص170.
            (6) سورة فصّلت، الآية 11.
            (7) انظر العوالم للبحراني، ص102 ح3.
            (8) فإبراهيم أبو الأنبياء وشيخ المرسلين ولقد اتّخذه الله خليلاً من بين كلّ مخلوقاته من الإنس والجنّ والملائكة، ونسب إليه بعض الشعائر المقدّسة في مكّة المكرمة تعظيماً له وتشريفاً وتكريماً، وإلاّ فإنّ معظم هذه الشعائر ابتدأ بها آدم على نبينا وآله وعليه السلام؛ فآدم أوّل مَن بنى الكعبة المشرفة، وأوّل من طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة، وأوّل من نزل عرفات وهو أوّل من ذهب إلى منى، وعندما سُئل الإمام سلام الله عليه عمّن حلق رأس آدم عليه السلام بعد أداء المناسك، قال: جبرئيل. ومع ذلك فإنّ الله تعالى ينسب العديد من شعائر الحجّ إلى إبراهيم سلام الله عليه.
            (9) الأمالي للشيخ الصدوق: 191.
            (10) ينبغي مراعاة الشرع الشريف في التثبت من حليّة الشعيرة وذلك عن طريق إيكال الأمر إلى الفقهاء المتخصّصين في معرفة الحلال والحرام ـ وهم مراجع التقليد ـ لمقدرتهم في تحديد ما هو جائز منها، ولا ينبغي الاستماع لغيرهم أو القول دون علم.
            (11) كما تقدّم في قوله سلام الله عليه في زيارة الأربعين: «وبذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة وحيرة الضلالة». فاللام للتعليل ـ أي لهذا السبب ـ والمقصود بكلمة «عبادك» جميع الخلق وليس طائفة خاصّة.
            (12) بحار الأنوار: ج45، ص303 عن (مناقب آل أبي طالب): ج41، ص58 .
            (13) كما مرّ في رواية ابن بكير المتقدّمة في الصفحة 26 من هذا الكتاب.
            (14) الكافي للكليني: ج4، ص582، ح11 فضل زيارة الحسين سلام الله عليه.
            (15) كامل الزيارات: 244، 245. كما تقدّمت رواية ابن بكير، ص25.

            http://www.s-alshirazi.com/library/e...-ashora/04.htm


            يــــا زهـــــرآآآآآء

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم
              (وفديناه بذبح عظيم ،وتركنا عليه في الآخرين)
              هو إمامنا أبي عبدالله الحسين عليه السلام بأبي هو و أمي

              قال تعالى عن ابينا ابراهيم(ع)
              (وإذ أبتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال أني جاعلك للناس أماما ..)
              والابتلاء هنا بمعنى الاختبار وهو ذبح ولده إسماعيل(ع) حيث قال
              (يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك، فانظر ماذا ترى )
              قال إسماعيل(ع) (يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين).
              فلما صعدا إلى الجبل لكي يذبحه،فقد اجل الله هذا الذبح وفداه بكبش(خروف ) في بعض تفسير العلماء وفي الحقيقة هو كبش فداء وهو(الحسين ع)كما قال تعالى في آية أخرى (وفديناه بذبح عظيم، وتركنا عليه في الآخرين) الذبح العظيم هو سيد الشهداء الحسين (ع) ودليله في نفس الآية (وتركنا عليه في الآخرين) أي في آخر أمة وهي امة محمد (ص) وهو آخر الأنبياء.
              وقد تأجل هذا الذبح مرة أخرى قبل الإسلام فكان الذبيح هنا والد الرسول الأكرم (ص) حين نذر جد الرسول محمد (ص) نذرا إلى الكعبة المشرفة بان يذبح احد أبناءه إذا اكتمل عددهم (11)فردا من الذكور، ولما رزقه الباري واكتمل العدد(11) قيل له أوف بالنذر ، قال افعل فلما وقعت القرعة على عبد الله (ع) أبو الرسول محمد(ص)لثلاث مرات امتنع جد الرسول (ع) من ذبحة لأنه يعلم في صلبه نور النبوة ،كما قال تعالى (ونرى تقلبك في الساجدين) أي حمل نور النبوة في أصلاب أجداد النبي المؤمنين العابدين الساجدين لله تعالى فهم على ملة إبراهيم الخليل... فقال عبد المطلب (ع) خذوا غيره من أولادي. قالوا إما هو أو تفديه بمائة ناقة. قال افعل، فأخذوا النوق فعقروها.
              ولهذا أشار سيد المرسلين محمد(ص)وقال ( أنا ابن الذبيحين )فكان يقصد بالذبح الأول إسماعيل(ع) والذبح الثاني ذبح عبد الله(ع)والده ، فتحقق الذبح وتجسد في سيد الشهداء الإمام الحسن (ع).
              وكان سؤال إبراهيم لجبرائيل (عليهم السلام)من الذي سيكون المذبوح بدل ولدي إسماعيل، فأعلمه جبرائيل بأنه الحسين بن علي بن أبي طالب وصي محمد(ص)خاتم النبيين وأمته آخر الأمم......
              إن إبراهيم(ع)عندما ابتلاه الله واختبره بذبح ولده فأراد أن يفعل ويحقق رأياه بالذبح فاجله الله تعالى نزلت في حقه الآية (وإبراهيم الذي وفى) فأعطاه الله علما ومعرفة من خلال أسمائه وكلماته التي أتمهن له وهم (محمد وآله)
              (صلوات ربي عليهم)حيث قال
              (وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) فأعطاه الله درجة عالية ومنزلة أعلى وهي الإمامة حيث قال ( إني جاعلك للناس إماما)، وهذه الكلمات هم الرجال الذين اصطفاهم لنفسه وجعلهم من أسمائه وكلماته التامات ، وقد اعلم الله إبراهيم بأنهم من ذريته فقال (ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)أي هؤلاء لا يكونوا ظالمين لا لأنفسهم ولا لغيرهم، وصحيح إن الإسلام يجب ما قبله ولكن بالنسبة للإمام لا ينطبق عليه هذا القول لأنه معصوما عصمة الإلهية ، فالفرد لا يصبح إماما إذا سجد لصنم قبلا الإسلام أو شرب الخمر أو كان ظالما لنفسه أو لغيره حتى لو كان ذالك قبل الإسلام، لان الأئمة طاهرين مطهرين مختارين من قبل الله تعالى وقبل ظهورهم إلى عالم الدنيا فهم معصومون بالعصمة الإلهية من الزلل والخطأ ولهذا قال ( لا ينال عهدي الظالمين) والعهد هو الإمامة...
              واعلم بان الكلمات التي ذكرها آدم فتاب عليه الله عندما اخطأ ،هي خمسة فقط (وهم أصحاب الكساء) محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
              (صلوات ربي عليهم)
              والآية هي (وتلقى آدم من ربة كلمات فتاب عليه)
              وأما الخليل إبراهيم(ع)فقد أتمهن له أي أكملهم بأسماء الأئمة المعصومين وأتمهن بالإمام القائم(ع).
              ومن خلال منصب الإمامة لإبراهيم قال تعالى
              (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض..) وكان هذا بمنظار إني جاعلك للناس إماما، حيث دار حوار بين الخليل وجبرائيل حول الحسين ومصرعه في كربلاء ، ......


              العياشي عن الصادق عليه السلام إنه سئل
              كم كان بين بشارة إبراهيم عليه السلام باسماعيل وبين بشارته بإسحق قال كان بين البشارتين خمس سنين قال الله سبحانه فبشرناه بغلام حليم يعني إسماعيل وهي أول بشارة بشر الله بها إبراهيم عليه السلام في الولد ولما ولد لابراهيم إسحق عليهما السلام من سارة وبلغ إسحق ثلاث سنين أقبل إسماعيل إلى اسحق وهو في حجر إبراهيم فنحاه وجلس في مجلسه فبصرت به سارة فقالت يا إبراهيم نحي ابن هاجر ابني من حجرك ويجلس هو مكانه لا والله لا تجاورني هاجر وابنها في بلاد أبدا فنحهما عني وكان إبراهيم عليه السلام مكرما لسارة يعزها ويعرف حقها وذلك لأنها كانت من ولد الأنبياء وبنت خالته فشق ذلك على إبراهيم عليه السلام واغتم لفراق إسماعيل
              فلما كان في الليل أتى إبراهيم آت من ربه فأراه الرؤيا في ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بموسم مكة فأصبح إبراهيم عليه السلام حزينا للرؤيا التي رآها فلما حضر موسم ذلك العام حمل إبراهيم عليه السلام هاجر وإسماعيل في ذي الحجة من أرض الشام فانطلق بهما إلى مكة ليذبحه في الموسم فبدأ بقواعد البيت الحرام فلما رفع قواعده خرج إلى منى حاجا وقضى نسكه بمنى ثم رجع إلى مكة فطاف بالبيت اسبوعا ثم انطلقا فلما صارا في السعي قال إبراهيم عليه السلام لاسماعيل يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك في الموسم عامي هذا فماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر فلما فرغا من سعيهما انطلق به إبراهيم عليه السلام إلى منى وذلك يوم النحر فلما انتهى إلى الجمرة الوسطى وأضجعه لجنبه الأيسر وأخذ الشفرة ليذبحه نودي أن يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا إلى آخره وفدى إسماعيل عليه السلام بكبش عظيم فذبحه وتصدق بلحمه على المساكين.

              وفي الكافي عنهما عليهما السلام
              يذكران أنه لما كان يوم التروية قال جبرئيل لإبراهيم عليه السلام تروى من الماء فسميت التروية ثم أتى منى فأباته بها ثم غدا به إلى عرفات فضرب خباه بنمرة دون عرفة فبنى مسجدا بأحجار بيض وكان يعرف أثر مسجد إبراهيم عليه السلام حتى أدخل في هذا المسجد الذي بنمرة حيث يصلي الأمام يوم عرفة فصلى بها الظهر والعصر ثم عمد به إلى عرفات فقال هذه عرفات فاعرف بها مناسكك واعترف بذنبك فسمّي عرفات ثم أفاض إلى المزدلفة فسميت المزدلفة لأنه إزدلف إليها ثم قام على المشعر الحرام فأمر الله أن يذبح ابنه وقد رأى فيه شمائله وخلائقه وأنس ما كان إليه فلما أصبح أفاض من المشعر إلى منى فقال لامه زوري البيت أنت واحتبس الغلام فقال يا بني هات الحمار والسكين حتى اقرب القربان سئل الراوي ما أراد بالحمار والسكين قال أراد أن يذبحه ثم يحمله فيجهزه ويدفنه قال فجاء الغلام بالحمار والسكين فقال يا أبت أين القربان قال ربك يعلم أين هو يا بني أنت والله هو إن الله قد أمرني بذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني إن شآء الله من الصابرين قال فلما عزم على الذبح قال يا أبت خمر وجهي وشد وثاقي قال يا بني الوثاق مع الذبح والله لا أجمعهما عليك اليوم قال الباقر عليه السلام فطرح له قرطان الحمار ثم أضجعه عليه وأخذ المدية فوضعها على حلقه قال فأقبل شيخ فقال ما تريد من هذا الغلام قال أريد أن أذبحه فقال سبحان الله
              غلام لم يعص الله طرفة عين تذبحه فقال نعم إن الله قد أمرني بذبحه فقال بل ربك ينهاك عن ذبحه وإنما أمرك بهذا الشيطان في منامك قال ويلك الكلام الذي سمعت هو الذي بلغ بي ما ترى لا والله لا اكلمك ثم عزم على الذبح فقال الشيخ يا إبراهيم إنك إمام يقتدى بك فإن ذبحت ولدك ذبح الناس أولادهم فمهلا فأبى أن يكلمه ثم قال عليه السلام فأضجعه عند الجمرة الوسطى ثم أخذ المدية فوضعها على حلقه ثم رفع رأسه إلى السماء ثم انتحى عليه المدية فقلبها جبرئيل عليه السلام عن حلقه فنظر إبراهيم فإذا هي مقلوبة فقلبها إبراهيم عليه السلام على حدها وقلبها جبرئيل عليه السلام على قفاها ففعل ذلك مرارا ثم نودي من ميسرة مسجد الخيف يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا واجتر الغلام من تحته وتناول جبرئيل الكبش من قلة بثير فوضعه تحته وخرج الشيخ الخبيث حتى لحق بالعجوز حين نظرت إلى البيت والبيت في وسط الوادي فقال ما شيخ رأيته بمنى فنعت نعت إبراهيم عليه السلام قالت ذاك بعلي قال فما وصيف رأيته معه ونعت نعته فقالت ذاك ابني قال فإني رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه قالت كلا ما رأيته إبراهيم أرحم الناس وكيف رأيته يذبح ابنه قال ورب السماء والأرض ورب هذه البنية لقد رأيته أضجعه وأخذ المدية ليذبحه قالت لم قال زعم أن ربه أمره بذبحه قالت فحق له أن يطيع ربه قال فلما قضت مناسكها فرقّت أن يكون قد نزل في ابنها شيء فكأني أنظر إليها مسرعة في الوادي واضعه يدها على رأسها وهي تقول رب لا تؤاخذني بما عملت بام إسماعيل قال فلما جاءت سارة فاخبرت الخبر قامت إلى إبنها تنظر فإذا أثر السكين خدوشا في حلقه ففزعت واشتكت وكان بدو مرضها الذي هلكت فيه قال عليه السلام أراد أن يذبحه في الموضع الذي حملت ام رسول الله صلى الله عليه وآله عند الجمرة الوسطى فلم يزل مضربهم يتوارثون به كابر عن كابر حتى كان آخر من ارتحل منه علي بن الحسين عليهما السلام في شيء كان بين بني هاشم وبين بني امية فارتحل فضرب بالعرين.



              وفي العيون عن الرضا عليه السلام قال
              لما أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام أن يذبح مكان ابنه إسماعيل عليه السلام الكبش الذي أنزل عليه تمنى إبراهيم عليه السلام أن يكون قد ذبح ابنه إسماعيل عليه السلام بيده وأنه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه ليرجع إلى قلبه ما يرجع إلى قلب الوالد الذي يذبح أعز ولده بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب فأوحى الله عز وجل إليه يا إبراهيم من أحب خلقي إليك قال يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إليّ من حبيبك محمد صلى الله عليه وآله فأوحى الله عز وجل إليه يا إبراهيم هو أحب إليك أو نفسك قال بل هو أحب إليّ من نفسي قال فولده أحب إليك أو ولدك قال بل ولده قال فذبح ولده ظلما على أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك في طاعتي قال يا رب بل ذبحه على أيدي أعدائه أوجع لقلبي قال يا إبراهيم إن طائفة تزعم أنها من امة محمد صلى الله عليه وآله ستقتل الحسين عليه السلام ابنه من بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش ويستوجبون بذلك سخطي فجزع إبراهيم عليه السلام لذلك فتوجع قلبه وأقبل يبكي فأوحى الله تعالى إليه يا إبراهيم قد فديت جزعك على ابنك إسماعيل عليه السلام لو ذبحته بيدك بجزعك على الحسين عليه السلام وقتله وأوجبت لك أرفع درجات أهل الثواب على المصائب وذلك قول الله عز وجل وفديناه بذبح عظيم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
              وسئل عن معنى قول النبي صلى الله عليه وآله أنا ابن الذبيحين قال يعني إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام وعبد الله بن عبد المطلب أما إسماعيل فهو الغلام الحليم الذي بشر الله تعالى به إبراهيم عليه السلام فلما بلغ معه السعي وهو لما عمل مثل عمله قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني إن شآء الله من الصابرين فلما عزم على ذبحه فداه الله بذبح عظيم بكبش أملح يأكل في سواد ويشرب في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد ويبول ويبعر في سواد وكان يرتع قبل ذلك في رياض الجنة أربعين عاما وما خرج من
              رحم انثى وإنما قال الله تعالى له كن فكان ليفتدي به إسماعيل عليه السلام فكل ما يذبح بمنى فهو فدية لاسماعيل إلى يوم القيامة فهذا أحد الذبيحين ثم ذكر قصة الذبيح الآخر ثم قال والعلة التي من أجلها دفع الله عز وجل الذبح عن إسماعيل عليه السلام هي العلة التي من أجلها دفع الله الذبح عن عبد الله وهي كون النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام في صلبهما فببركة النبي صلى الله عليه وآله والائمة عليهم السلام دفع الله الذبح عنهما عليهما السلام فلم تجر السنة في الناس بقتل أولادهم ولولا ذلك لوجب على الناس كل أضحى التقرب إلى الله تعالى ذكره بقتل أولادهم وكل ما يتقرب به الناس من أضحية فهو فداء لاسماعيل إلى يوم القيامة.
              وتركنا عليه في الآخرين .




              في تفسير بعض الآيات بهذا الخصوص ،في قول ابراهيم الخليل (عليه السلام)


              رب هب لي من الصالحين ،
              من الذريةالصالحة يعينني على الدعوة
              يعني الولد لان لفظة الهبة غالبة فيه.
              (101) فبشرناه بغلام حليم قيل ما نعت الله نبيا بالحلم لعزة وجوده غير إبراهيم وابنه.
              (102) فلما بلغ معه السعي أي فلما وجد وبلغ أن يسعى معه في أعماله
              قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى من الرأي قيل وإنما شاوره وهو حتم ليعلم ما عنده فيما نزل من بلاء الله فيثبت قدمه إن جزع ويأمن عليه إن سلم وليوطن نفسه عليه فيهون ويكتسب المثوبة بالأنقياد قبل نزوله
              قال يا ابت افعل ما تؤمر ما تؤمر به وإنما ذكر بلفظ المضارع لتكرر الرؤيا
              ستجدني إن شآء الله من الصابرين .
              (103) فلما أسلما استسلما لأمر الله أو أسلم الذبيح نفسه وإبراهيم ابنه.
              وفي المجمع عن أمير المؤمنين والصادق عليهما السلام انهما قرءا فلما سلما من التسليم وتله للجبين صرعه على شقه فوقع جبينه على الأرض وهو أحد جانبي الجبهة.
              (104) وناديناه أن يا ابرهيم .
              (105) قد صدقت الرؤيا بالعزم والأتيان بما كان تحت قدرتك من ذلك وجواب لما محذوف تقديره كان ما كان مما ينطق به الحال ولا يحيط به المقال من استبشارهما وشكرهما لله على ما أنعم عليهما من رفع البلاء بعد حلوله والتوفيق لما لم يوفق غيرهما لمثله وإظهار فضلهما به على العالمين مع إحراز الثواب العظيم إلى غير ذلك إنا كذلك نجزي المحسنين .
              (106) إن هذا لهو البلاء المبين الأبتلاء البين الذي يتميز فيه المخلص من غيره أو المحنة البينة الصعوبة فانه لا أصعب منها.
              (107) وفديناه بذبح عظيم بما بدله عظيم القدر .






              الكلمات التي ذكرها آدم فتاب عليه الله عندما اخطأ ،هي خمسة فقط
              (وهم أصحاب الكساء)
              محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين
              (صلوات ربي عليهم)
              والآية هي
              (وتلقى آدم من ربة كلمات فتاب عليه)
              وأما الخليل إبراهيم(ع)فقد أتمهن له أي أكملهم بأسماء الأئمة المعصومين وأتمهن بالإمام القائم(ع).
              ومن خلال منصب الإمامة لإبراهيم قال تعالى
              (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض..)
              وكان هذا بمنظار إني جاعلك للناس إماما

              http://www.noraletra.com/vb/showthread.php?t=16490

              تعليق


              • #8
                النبي إسماعيل والشهادة الحسينية

                بسم الله الرحمن الرحيم
                اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وأهلك أعدائهم أجمعين ،،،
                اللهم صل على الصديقة الطاهرة فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها عدد ما أحاط به علمك وأحصاه كتابك ،،
                السلام على أم الشهيد بكربلاء
                السلام على أم الملقى في الهيجاء
                السلام على أم المخضّب بالدماء
                السلام على أم الشهيد المحروم من الماء
                السلام على أم الصريع على الرمضاء
                السلام على ذات أعظم بلاء
                السلام عليك يا سيدتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء
                أي خطب عرى البتول وطاها .... ونحى أعين الهدى فعماها
                أي خطب أبكى النبيين جمعاً ... وله الأوصياء عزّ عـزاها
                أي خطب أبكى الملائك طُراً ... وقلوب الإيمان شبّ لظاها
                ذاك خطب الحسين أعظم خطب ... صيَّر الكائنات يجري دماها
                لستُ أنساه في ثرى الطف أضحى ... في رجال إلهها زَكّاها
                أسرار الإخبارات بحقيقة لشهادة الحسينية
                وألآن لم يبقى على حلول شهر محرم الحرام إلا أيام قليلة وسوف تنصرم هذه الأيام المتبقية من أخر الشهر من السنة العربية ونستقبل السنة الجديدة بالأسى والحزن ورأيتُ أن أكتب ما استطيع كتابته من كتاب الأسرار الحسينية العظيمة التي اختص بها الإمام الحسين سلام الله عليه ومنها هذا الموضوع المدرج أعلاه (( أسرار الإخبارات بحقيقة الشهادة الحسينية )) ...
                اعلم أنّه ورد في الحكمة المتعالية أن كل معلول له علة ثؤثر فيه إما سلباً أو إيجاباً وعليه فإن اخبار الله تعالى انبيائه ورسله بحقيقة الشهادة الحسينية يكون هذا الإخبار معلول لعلة مستبطنة ضمن الأخبار ، فكل خبر ورد في حقيقة الشهادة الحسينية يحمل بين طياته علة من العلل الغيبية للشهادة الحسينية ومن ضمن العلل هي :
                ~ (1) بيان مقامه ومنزلته سلام الله عليه عند الله تعالى ..
                ~(2) أنه سلام الله عليه باب التوسل إلى الله تعالى ...
                ~( 3) التأسي والمواساة له عليه السلام ..
                ~(4) لعن قاتلي الإمام الحسين سلام الله عليه ..
                نأتي الآن إلى مبحث أخبار الشهادة الحسينية للأنبياء عليهم السلام
                أشار الله تعالى في كتابه المبين وبينت السنة النبوية الطاهرة المطهرة في الروايات المأثورة على أن قضية كربلاء ومقتل الإمام الحسين قد عرضت على جميع الأنبياء ومنهم آدم عليهم السلام ونوح وإبراهيم وموسى وزكريا وغيرهم وسوف أذكر لكم في هذا الصدد قصة النبي إسماعيل عليه السلام والشهادة الحسينية ...
                عن بريد العجلي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يا بن رسول الله اخبرني عن اسماعيل الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول : (( واذكر في الكتاب اسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا)) ؛ أكان اسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام ؟؟
                فإن الناس يزعمون إنّه اسماعيل بن إبراهيم .
                فقال عليه السلام : أن اسماعيل مات قبل إبراهيم عليه السلام وان ابراهيم كان حجة الله قائما صاحب شريعة فإلى من أرسل اسماعيل إذن ؟؟
                قلت : فمن كان جعلت فداك ؟؟
                قال: ذلك اسماعيل بن حزقيل النبي بعثه الله إلى قومه فكذبوه وقتلوه وسلخوا وجهه فغضب الله له عليهم فوجه إليه سطاطائيل ملك العذاب فقال له : يا اسماعيل أنا سطاطائيل ملك العذاب وجهني رب العزة إليك لأعذب قومك بأنواع العذاب أن شئت فقال له اسماعيل : لا حاجة في ذلك يا سطاطائيل .
                فأوحى الله إليه : فما حاجتك يا اسماعيل ؟
                فقال اسماعيل : يارب إنك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله وسلم بالنبوة ولأوصيائه بالولاية وأخبرت خير خلقك بما تفعل أمته بالإمام الحسين عليه السلام من بعد نبيها وأنك وعدت الإمام الحسين عليه السلام أن تكرّهُ إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك به فحاجتي إليك ياربّ أن تكرني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك بي ما فعل كما تكر الإمام الحسين عليه السلام فوعد الله اسماعيل بن حزقيل ذلك فهو يكر مع الإمام الحسين بن علي عليهما السلام .
                ومن أراد أن يقرأ الكثير عن الأخبار قضية الطف للأنبياء فليراجع كتاب الأسرار الحسينية لمؤلفه الشيخ محمد فاضل المسعودي

                نور على نور من نور تلألآ من نور وجه بنت محمدا
                خمسة أنوار ترى نورهن كلما زاد حبهم في قلبك وصار سرمدا
                فذاك اليقين بأنك من المحشورين في زمرتهم ومخلدا
                ونسألكم الدعاء

                http://www.qateef.us/showthread.php?p=252298

                تعليق


                • #9
                  إن الحسين مصباح الهدى و سفينة النجآة

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال : وطلبت نور القلب فوجدته في التفكر والبكاء ﴿ ما من شيء أضر للقلب كالمحبة الباطلة والحزن الباطل وكذلك ما من شيء أنفع للقلب كالمحبة الصحيحة والحزن الصحيح .
                  المحبة الباطلة غشاء وظلمات وحجب وموانع ولو دققنا في سرّ‍ أغلب من انحرفوا عن طريق الله لوجدنا إن سببه أحد هذين العاملين وهما : الحب أو الحزن الباطلين وخلاف ذلك تماماً إذا دققنا فيمن وصل إلى أعلى المراتب فقد وصلوا بالحب والحزن الحزن حالة ومرتبة مطلوبة عند الإنسان .. الحزن الحقيقي الوعي الصحيح العميق المتعلق بالمحزون الصحيح هو طلب ليس فقط لأولياء الله ، بل العقلاء كل العقلاء لأنه بالحزن يلطف الإنسان ويرق ويشف ويرى الأشياء شفافة ورقيقة ولعله لهذا جاء في التفاسير المعنوية أن الزجاجة الشفافة الرقيقة هي الإمام الحسين عليه السلام. سوف نوضح الآن الآثار الروائية والتعبدية والآثار المنطقية والعقلية لحالة الحزن المحمود .
                  أما الإنسان الذي ليس عنده همَّ ، لا يحزن ولا يعشق فهو ميت ، فالحياة هي حزن الإنسان و محبته ~~~ يقول الشاعر العارف :
                  النفوس بغير هموم سوائم بلهاء في مرتعِ
                  النفوس التي ليس فيها هم ولا الألم ولا حزن ولا محبة فهي كالسائمة ، والسائمة هو الحيوان الذي يترك في الصحراء فيأكل متى شاء وهو ليس له فائدة وليس له سير. يقول إن النفوس بغير هموم سوائم بلهاء في مرتعي أي هي في هذه الدنيا بلهاء ليس لها بواعث ولا دوافع وليس فيها علمية ولا تعقل .
                  أما الارتباط الإدراكي والعميق بالقرآن وبأهل البيت عليهم السلام فهو يهب الإنسان الحزن الصحيح ، بل إن أمير المؤمنين عليه السلام أمير الأتقياء فيقول عندما يقرؤون القرآن يحزنون به أنفسهم ... لا حظوا ( يحزَّن ) على وزن يفعَّل أي يطلب الحزن يعني ربما لا يكون حالة ولا عارضَّ ، ولكن الإمام يطلب الحزن ( يحزَّن ) يعني يسعى وراء الحزن ويبحث عن الحزن ، وما يتبادر إلى أذهاننا هل إن هناك حزن يبحث عنه الإنسان ؟ الحزن ألم في القلب و الحزن حالة وجدانية وهل يمكن للإنسان أن يطلب شيئاً يؤلمه وشيء يشعر وجداناً بأنه تأرق منه ؟ ؟ نعم إذا دققنا في سرَّ الحزن وعرفنا الحزن الواقعي وآثار الحزن الصحيح لرأينا أنه ليس هناك شيء أنفع للقلب من الحزن الصحيح و ليس هناك أضر للقلب من اللهو وعدم الحزن وعدم المبالاة وعدم الاهتمام ، كالسائمة التي همها علفها .
                  أما الإنسان الذي يكون لحزن أرضية واقعية فهو يحب هذا الحزن بل يبحث عن هذا الحزن ، ما لذي يجعلنا نبحث الآن عن مجالس وفيات أهل البيت عليهم السلام ونبحث عن حالة الجزع والبكاء على أهل البيت عليهم السلام ؟؟ وإن كنا لا نرى آثار هذا الحزن بالضبط وإن كنا لا ندرك أبعاد هذه الآثار ، وإن أدركنا لا نعرف سرَّ هذا البكاء ولكننا نشعر وجدانياً أن هذا البكاء بالضبط مثله مثل الحالة العرفانية عند إدراك النعمة وعند الوصول للنعمة ، مثل حالة الابتهاج بالنعمة وحالة عبادة الله سبحانه جل وعلا ، لا فرق هذا نور للقلب والحزن نور للقلب ولكن شريطة أن يكون هذا الحزن العميق له أرضية عقائدية .
                  عندما يكون الحزن منشأه ليس حالة نفسية وليس ضعف وإنما أرض عقائدية قوية بالأدلة التعبدية وكذلك بالأدلة المنطقية ، نحن عندما نحزن على ما أمرنا به الشارع أن نحزن عليه لأننا ندرك العظمة المتعلقة بالحزن. . البغض ...الحب . . يقول العرفاء قيمته بقيمة المتعلق ، من هو المحزون عليه ؟! إن كان أبنك فإن أثره على المشاعر السطحية ، وإن كان عالماً فإن أثره على علمك ومعلوماتك ،وإن كان
                  يضرب وجوده في عمق عقيدتك ثم عملك وعواطفك ومعرفتك ووجدانك . . . ولذلك يتولون قول الله سبحانه وتعالى والذين آمنوا أشد حباً لله﴿ لم يقل ( أكثر) بل قال (أشد ) الشدة في العمق وناظره إلى الغزارة لأن هناك حب وهناك حزن عميق وأصيل لا يتغير ، هذه الحالة عند أولياء الله مطلب ، تعلمون كيف يحزنون .... يسعون إلى المجالس التي تعلمهم كيف يكتسبون هذه الحالة من الحزن، هذه الحالة إذا رأينا في الآيات والروايات والأدعية لا نرى هناك أنوار للقلب وأشفى للقلب من حالة الحزن هذه ، والشفاء في هذا الحزن يبدأ من تربته ، كما إن القرآن شفاء لما في الصدور ، تربته تشفي الأمراض الظاهرية والأمراض الباطنية ، هذه التربة تعبير عن أدنى وأصغر مراحل الكمال .
                  تعبير عن أول شيء وعندما أقول : تراب هذا الإنسان فهذا أول شيء فيه الشفاء، وما بعد الشفاء رحمة ومغفرة و شفاعة ، وهكذا تروي الروايات .
                  أولاً الحسين عليه السلام يهبك الحزن الذي يسبب ليس العلاج وإنما يشفي القلوب، هناك فرق بين قوله تعالى ( شفاءً لما في الصدور) أو دواء ، الدواء يأخذه الإنسان لكن ربما يشفى أولا يشفى . لكن هناك دواء الشفاء فيه أكيد ، فيكون الدواء والشفاء شيء واحد، إذن حالة التعلق العميق لكن شريطة أن تكون مبنية على الدليل ونحن هنا لضيق المقام نكتفي بدليلين :
                  الدليل الأول : تعبدي وروائي نقله أعدائنا قبل أن ننقله نحن ، الرواية سمعناها كثيراً و لكن نحب أن نؤكد مسألة وهي أن كثيراً من الآيات والروايات نسمعها كثيراً ولكن عندما نفهم تفسير هذه الرواية يبدوا كأنما أول مرة تطرق أسماعنا .
                  ألم يرد في الروايات أن الإمام عجل الله فرجه عندما يخرج ويقرأ القرآن يقول الناس: لقد جاء بقرآن جديد ، وما جاء بقرآن جديد ويكون لأن هذه القراءة تنتزع من روح الإمام معاني الآيات لذا تكون الآية كأنما تسمع لأول مرة .
                  ( الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة ) فقط نشرح معنى المقطع الأول وهو مصباح الهدى ، في الروايات عندنا مصباح الظلمات والقرآن يتحدث عن الذي يعيش في الناس فينير لهم الظلمات . يقول الأمير عليه السلام وهو يصف أولياء الله ( وكانوا كذلك مصابيح تلك الظلمات وأدلة تلك الفلوات ) ويقول كذلك عن أولياء الله المقربين ( مصباح الظلمات ) نحن عندنا دائماً الوصف مصباح ظلمات وليس عندنا مصباح هدى . كيف يكون طريق الهدى يحتاج إلى مصباح ؟ الوارد عندنا أن أولياء الله والأنبياء والمعصومين مصابيح في الظلمات .. هل أن الذين تركوا طريق الظلمات وسلكوا طريق الهدى أيضاً يحتاجون إلى مصباح ، المصباح إنما يحتاجه الإنسان في الظلمات عندما يقطع الإنسان طريق الظلمات وينتهي من طريق الظلمات لا يحتاج إلى المصباح وإلى النور .. لا مصباح هدى وإنما مصباح الهدى ، ( ال ) للاستغراق أي كل طريق للهدى فمصباحه هو الإمام الحسين عليه السلام ، لقد استغرق الحسين عليه السلام الهدى كل الهدى كأنما ما استطاع أحد في هذا الوجود لا من العصاة ولا من الناس العاديين أن يهتدي إلا بالحسين عليه السلام ، لأنه ليس مصباح الظلمات وإنما مصباح الهدى ....الذين اهتدوا ،الأنبياء .. آدم ، موسى ، نوح عيسى عليهم السلام .. قطعوا طريق الهدى ولكن مع ذلك هناك مصباح في طول الطريق وعلى كل طريق ولكن مصباح ليس مصباح الظلمات فهذه صفة أولياء الله العاديين ، أما الإمام الحسين عليه السلام فهو مصباح الهدى .... يعنى كل من اهتدى وترك طريق الضلال ورفضه وهو يسلك طريق الهدى ، وفي أي مقطع كان في هذا الطريق وفي أي مقام وصل في هذا الطريق هناك مصباح واحد لا ( مصباح هدى) حتى يقال هناك إضافة وربما يشارك الحسين عليه السلام غيره وإنما ( مصباح الهدى) يعني الهدى الموجود حتى في طريق الأنبياء والأولياء ..
                  ثم ( ال ) للاستغراق و( ال ) أيضاً تسبب الاستيعاب و هذا باتفاق كل العلماء ، فكأنما الحسين عليه السلام استوعب طريق الهدى وكل من كان في طريق الهدى فهو محتاج للإمام الحسين عليه السلام سواء كان نبياً أو وصياً أو إماماً ، هذه نكته في الرواية .
                  والنكته الأهم في الرواية هي من أين منقولة هذه الرواية ؟؟ هذه الرواية منقولة عن ساق العرش ... هذا ليس عندنا فقط وإنما هذا عندهم .. في الإسراء والمعراج عندما عرج برسول الله صلى الله عليه وآله سلم وصار إلى مقام قاب قوسين أو أدنى نظر إلى العرش فرأى هذه الرواية . ومن النكت أن ما يكتب في ذلك العالم كلي ، أصيل ، بلا قيد بلا باب . لا حظوا باب من العلم يفتح منه ألف باب و باب : (علمني رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم باب من العلم يفتح لي من كل باب ألف باب ) يقولون الرواية التي تكتب من ساق العرش تفتح لك مغاليق العلوم و المعارف و الآيات ..
                  معاني روايات هي مفتاح هذه الرواية .. لأن الرواية تحتاج إلى تفتيح وفقط عندما تفتح الرواية وتعرب ، ينفتح لك ألف ألف باب من العلم لأنها عليه لذا كتبت على ساق العرش وهذا دليل على مكانة الإمام الحسين عليه السلام .
                  الدليل الثاني:الحسين عليه السلام والمنبر الحسيني وخدمة الإمام الحسين عليه السلام ومن دخل في سفينة الإمام الحسين عليه السلام هو الذي أعطى اللون المميز للمذهب .. لا حظوا الذي يجعل المذهب يتميز عن بقية المذاهب ويأخذ له ضابطاً وقدراً معين هو الحركة ، التحرك هو سبب التميز كما يقول الفلاسفة الذي يجعل الأشياء تتميز عن غيرها لأن الحركة سبب الحياة ، الشيء عندما لا يتحرك فإنه يموت . الحركة والتحرك كلما كأن أصعب وأعسر والشدائد فيه أكثر، كلما كان حداً فاصلاً وحكماً حازماً وموقفاً حازماً أكثر .... نحن اعتدنا أن نسلك مسلك التقية ولاحظوا التقية لا تسبب تمايز والتقية ليست إلا درع لغيرها،التقية ليست حكماً شرعياً وإنما هي حكماً ظاهرياً . التقية ليست حكماً واقعياً وإنما لو بني المذهب على التقية لما أمتاز المذهب . لذلك يمكن حمل أغلب الروايات التي لا تجد لها مثيل الموارد العبادية يمكن حملها على التقية ، إلا أعمال الإمام الحسين عليه السلام لا يمكن حملها على التقية ، فهيا رأي قاطع حاسم . الأئمة عليهم السلام فرض عليهم أن يتحدثون بما ليس في قلوبهم حتى أنه يقول لي أحد أساتذتي المجتهدون في علم الرجال رواية الإمام الصادق عليه السلام يقول لوالي المدينة ( فداك روحي مولاي ) لاحظوا لأي مدى و لأي حال يصل الإمام ويحتاج إلى التقية ، لكن الذي يجعل الإنسان يعيش أبعاد المذهب ويعطي الضوابط الواضحة أو الشيء الحاسم ، عندما تحصل إراقة الدماء وحرق الخيام .. عندما تكون هي الفاصل الحاسم بين مذهب واحد وبقية كل المذاهب فإنها تعطي اللون الثوري الأبي للمذهب .
                  لو كانت كل الأعمال تقوم على التقية لما استطعنا أن نعرف شيء من المذهب .
                  يبدوا أن الحسين عليه السلام رفع السيف القاطع حتى يفصل بين مذهب الحق وبقية المذاهب ولكن عرف الحسين عليه السلام أن هذا السيف في أي مكان وفي أي موضع يضرب وأختار الموقع المناسب حتى يعطي اللون المناسب للمذهب ولذلك ورد أن سفينة الحسين عليه السلام أوسع وأسرع .
                  أحد النكات في هذه الرواية أن لكل إمام سفينة ( كلنا سفن نجاة ) ولكن دققوا معي كيف إن السفينة العلمية تحتاج إلى مؤهلات ، يعني ليس كل الناس يتمكنوا من طلب العلوم الدينية ، أو أن يتوفق لخدمة الإمام الصادق عليه السلام ، لكن بالله عليكم من ذا إلا صاحب الحظ الرديء لا يتوفق لخدمة الإمام الحسين عليه السلام ، لأن خدمة الإمام الحسين عليه السلام بلا مؤهلات .....المجالس..... العزاء كلها تخدم الإمام الحسين عليه السلام .... بعض أساتذتي كان يستأذن منه حتى يصف أحذية الذين يدخلون مجالس العزاء .
                  يعني إلى هذه الدرجة خدمة الإمام الحسين عليه السلام متوفرة والذي حفظ المذهب شيئين الحوزة العلمية سفينة ضيقة تحتاج إلى مؤهلات كثيراً وتريد هذه السفينة أن تقطع الكثير من الطوفان فإن صاحب السفينة لا يختار كل أحد وإنما كلما كان الإنسان مؤهل أكثر وعنده قابلية أكثر يكون له موقع في هذه السفينة .
                  لكن عندما تكون السفينة واسعة فإن صاحب السفينة هو الذي يعطيك المؤهلات وهو الذي حتى لو كنت مشوباً أو ناقصاً فهو يعطيك مؤهلات لأن السفينة تحتمل الجميع السفينة أوسع وصاحب السفينة كما ورد في الزيارات يا رحمة الله الواسعة﴿
                  آية الله الوحيد الخراساني يقول : ( أشهد أن دمك سكن في الخلد ) إن الشرح الوحيد لهذا المقطع أن هذا الدم لا يسكن في الخلد وإنما الروح هي التي تسكن في الخلد ، الدم مستواه الأرض . فما معنى أن الدم يسكن في الخلد ؟ هذا لسببين :.
                  1 ـ أن هذه الروح هي أعلى من مراتب الخلد ... و الدم مادي وليس معنوي فكيف يسكن في الخلد وكيف تقشعر له أظلت العرش عندما يسكن في الخلد .... تعرفون
                  لماذا؟ لماذا أعتلى؟ لأن روحه كانت أعلى من الخلد .
                  2 ـ إذا كان هناك شيء يسكن و يستقر في الخلد و تقشعر له أظلت العرش فهو دم الإمام الحسين عليه السلام و ليس روح الإمام الحسين عليه السلام والسبب أن الحسين بعد أن أثخن بالجراحات وبعد أن فقد أحبائه وبعد أن صرع العباس وأيضاً هناك حادثه ربما كما أتصور أنها أصعب على الإمام الحسين عليه السلام من أي شيء ، ينقل لنا أستاذنا الشيخ جوادي أن المختار الثقفي الذي قبض على من أشترك في معركة كربلاء دخل أحد الذين يحومون بين الخيام و ينقل الأخبار لابن زياد ، قال له المختار : إنني سوف أسألك سؤال إذا أجبت عليه سوف أخفف من حكمي عليك ، أسألك أي موقف كان أصعب على الإمام الحسين ؟؟ يقول : رأيته عندما ذبح عبد الله الرضيع من الوريد إلى الوريد ، 6 مرات يذهب الإمام الحسين عليه السلام إلى الخيمة و يعود .... لماذا ؟؟ لأنه ورد عندنا في الفقه أنه حتى الصيد عندما يكون صغير يستحب أن ترمي عليه السهام المناسبة . . . و أن تلقي السهام على الذبيحة ، بمقدار ما تصاب به الذبيحة .. لكن ما الذي ألقي على عبد الله الرضيع ؟.... لو سقط هذا الدم على الأرض لساخت الأرض . ألا لعنة الله على الظالمين

                  http://www.walfajr.net/artc.php?id=137


                  يـــــا حـــــــســـــــــيـــــــن

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    اللهم صل على محمد وآل محمد
                    وإن وليدًا بين كسرى وهاشم () لأكرمُ من نيطت عليه التمائمُ
                    بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين أٌدم جليل الحزن وأليم الأسى لمقام رسول الله الأكرم محمد ( صلى الله عليه وآله ) ولأهل بيته الأطهار ( عليهم السلام ) وإليكم أيها المؤمنون والمؤمنات بهذه المصيبة العظيمة , وعظم الله أجورنا وأجوركم ..

                    قبلة العارفين

                    حين التأمل في ألقاب الإمام علي السجّاد عليه السلام نجد أنها تنطوي في معاني العبادة وتوحي بمدى قوة علاقته مع الله سبحانه وتعالى , فقد أخذت سيرته العطرة مساحة عبادية واسعة , مما استدعى أن يُذكر في التاريخ والسير .
                    ومن أبرز ألقابه زين العابدين – سيد الساجدين – السجاد – ذو الثفنات . علمًا أن لقب زين العابدين أضفي له مسبقًا من قبل جده رسول الله , فقد أوردَ الشيخ الصدوق ( عليه الرحمة ) في العلل فقال : إن الزهري كان إذا حدّث الإمام علي بن الحسين عليه السلام يقول : حدثني زينُ العابدين , فسأله سفيان بن عيينه : لمَ تقول ذلك ؟ فقال : لأني سمعتُ سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس ( رحمه الله ) , أن رسول الله قال : إذا كان يوم القيامة ينادي منادٍ : أين زين العابدين ؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين عليه السلام يخطر بين الصفوف ". [1] .
                    وهو السجاد الذي بدت سمة السجود من علاماته , فما ذكر الله عز وجل إلا وسجد , ولا قرأ آية في القران فيها سجود إلا وسجد , ولا دفع الله عنه سوءًا إلا وسجد , ولا أصلح بين اثنين إلا وسجد , ولذا لُقب بالسجاد
                    وحين الوقوف على هذه الحالة العظيمة في حياته عليه السلام نستنتج الآتي :
                    أن الإمام علي بن الحسين عليه السلام من أشد الناس ارتباطًا بالله تعالى , وتوثيقًا لعلاقته معه , وهو من مصاديق الآية الكريمة : ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [2]
                    أن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام وظف الجوانب العبادية في معالجة قضايا الحياة عند الناس , فسجوده عند الإصلاح الاجتماعي أو التدبر القرآني أو الشكر الرباني ليعطي برنامجًا واضحًا في تفعيل القرب مع الله تعالى عند القيام بكل عمل خالصٍ لوجه الله تعالى , وذلك لتكتمل العبادة فهي ليست رهبنة بل عبادة توظيفية لوضع اجتماعي يُرجى منه التقدم والتطور والرقي السلوكي , وأكد الله تعالى إذ قال : ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾[3]
                    أن الإمام علي بن الحسين عليهما السلام ركنٌ من أركان العبادة ولكنه أكدَّ وركزَّ على الدعاء الأكثر مساحة في جميع العبادات فلا تكاد عبادة تخلو من الدعاء , فقدمَ لنا تلك الصحيفة والمعروفة بـ ( زبور آل محمد ,صلى الله عليه و آله الأطهار) حيث تُعتبر برنامجًا حيًا ومنهجًا روحيًا متكاملاً يربط المخلوق بالخالق , وذلك في جميع جنبات الحياة ومن أبرز النماذج الحية حين يقول : " سَيِّدي اَنَا الصَّغيرُ الَّذي رَبَّيْتَهُ، وَاَنَا الْجاهِلُ الَّذي عَلَّمْتَهُ، وَاَنَا الضّالُّ الَّذي هَدَيْتَهُ، وَاَنَا الْوَضيعُ الَّذي رَفَعْتَهُ، وَاَنَا الْخائِفُ الَّذي آمَنْتَهُ، وَالْجايِعُ الَّذي اَشْبَعْتَهُ، وَالْعَطْشانُ الَّذي اَرْوَيْتَهُ، وَالْعاري الَّذي كَسَوْتَهُ، وَالْفَقيرُ الَّذي اَغْنَيْتَهُ، وَالضَّعيفُ الَّذي قَوَّيْتَهُ، وَالذَّليلُ الَّذي اَعْزَزْتَهُ، وَالسَّقيمُ الَّذي شَفَيْتَهُ، وَالسّائِلُ الَّذي اَعْطَيْتَهُ، وَالْمُذْنِبُ الَّذي سَتَرْتَهُ، وَالْخاطِئُ الَّذي اَقَلْتَهُ، وَاَنَا الْقَليلُ الَّذي كَثَّرْتَهُ، وَالْمُسْتَضْعَفُ الَّذي نَصَرْتَهُ، وَاَنَا الطَّريدُ الَّذي آوَيْتَهُ، اَنَا يا رَبِّ الَّذي لَمْ اَسْتَحْيِكَ فِى الْخَلاءِ، وَلَمْ اُراقِبْكَ فِى الْمَلاءِ، اَنَا صاحِبُ الدَّواهِي الْعُظْمى، اَنَا الَّذي عَلى سَيِّدِهِ اجْتَرى، اَنَا الَّذي عَصَيْتُ جَبّارَ السَّماءِ، اَنَا الَّذي اَعْطَيْتُ عَلى مَعاصِى الْجَليلِ الرُّشا، اَنَا الَّذي حينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ اِلَيْها اَسْعى، اَنَا الَّذي اَمْهَلْتَني فَما ارْعَوَيْتُ، وَسَتَرْتَ عَلَيَّ فَمَا اسْتَحْيَيْتُ، وَعَمِلْتُ بِالْمَعاصي فَتَعَدَّيْتُ، وَاَسْقَطْتَني مِنْ عَيْنِكَ فَما بالَيْتُ، فَبِحِلْمِكَ اَمْهَلْتَني وَبِسِتْرِكَ سَتَرْتَني حَتّى كَاَنَّكَ اَغْفَلْتَني، وَمِنْ عُقُوباتِ الْمَعاصي جَنَّبْتَني حَتّى كَاَنَّكَ اسْتَحْيَيْتَني ..." [4] كيف يعلمنا الاعتراف والضعف والفقر أمام الله تعالى , إلى أن يفعل جانب البكاء من خشية الله فيسأله تعالى أن يعينه على ذلك : " وَاَعِنّي بِالْبُكاءِ عَلى نَفْسي، فَقَدْ اَفْنَيْتُ بِالتَّسْويفِ وَالاْمالِ عُمْري، وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الاْيِسينَ مِنْ خَيْري، فَمَنْ يَكُونُ اَسْوَأ حالاً مِنّي إنْ اَنَا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالي اِلى قَبْري، لَمْ اُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتي، وَلَمْ اَفْرُشْهُ بِالْعَمَلِ الصّالِحِ لِضَجْعَتي، وَمالي لا اَبْكي وَلا اَدْري اِلى ما يَكُونُ مَصيري، وَاَرى نَفْسي تُخادِعُني، وَاَيّامي تُخاتِلُني، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأسي اَجْنِحَةُ الْمَوْتِ، فَمالي لا اَبْكي اَبْكي، لِخُُروجِ نَفْسي، اَبْكي لِظُلْمَةِ قَبْري، اَبْكي لِضيقِ لَحَدي، اَبْكي لِسُؤالِ مُنْكَر وَنَكير اِيّايَ، اَبْكي لِخُرُوجي مِنْ قَبْري عُرْياناً ذَليلاً حامِلاً ثِقْلي عَلى ظَهْري، اَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَميني وَاُخْرى عَنْ شِمالي، اِذِ الْخَلائِقِ في شَأن غَيْرِ شَأني ..." [5] فالإمام يخلق في أنفسنا التوجه لله تعالى باستخدام شتى الوسائل لنيل المغفرة والرضا , فالبكاء والاعتراف من أهم أبواب دق باب رحمة الله تعالى , ولم يقتصر على ذلك بل قال في دعاء يوم الخميس : " وصل على محمد وآل محمد واجعل توسلي به شافعًا يوم القيامة نافعًا ". ليؤكد علينا أن التوسل بالنبي ( صلى الله عليه وآله وبآله الأطهار ماهو إلا شافع نافع لنا عند الله تعالى
                    فحريٌ بنا أن نتأمل سيرة هذا الإمام العظيم , وننهل من معين جوده وعلمه ومعانيه وأخلاقه فهو القران الكريم , فالسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تُبعثُ حيا ..
                    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    [1] ابن بابويه القمي : علل الشرائع.
                    [2] الأنفال 2 .
                    [3] البينة 5
                    [4] دعاء ابي حمزة الثمالي – مفاتيح الجنان
                    --
                    [5] دعاء ابي حمزة الثمالي – مفاتيح الجنان


                    بقلم : الخطيب الأستاذ علي الباشا - سيهات
                    http://www.walfajr.net/artc.php?id=6905
                    التعديل الأخير تم بواسطة لواء الحسين; الساعة 09-04-2008, 01:30 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      بارك الله فيك عزيزي لواء الحسين

                      احسنت عملاً ..

                      مقالات لابد من الاطلاع عليها ..

                      استمتعنا واستفدنا ..

                      شكراً لك

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة ملينيوم
                        بارك الله فيك عزيزي لواء الحسين

                        احسنت عملاً ..

                        مقالات لابد من الاطلاع عليها ..

                        استمتعنا واستفدنا ..

                        شكراً لك

                        أحسن الله إليك أخوي العزيز ليث

                        شرفني مرورك الكريم

                        وفقك الله لما يحب و يرضى و أبعد الله عنك الهم و الغم و الحزن

                        نسألك خالص الدعآء


                        يا عـــلــــي

                        تعليق


                        • #13
                          مقال من مجلة الانتظارالصادرة عن مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عج)

                          الإمام المهدي عليه السلام في المنطق الفلسفي

                          سماحة السيد عبد الستار الجابري/باحث في المركز

                          هناك أدلة عقلية على ضرورة ثبوت حقيقة وجودية ذات مرتبة كمالية عالية تقوم بدور ايصال الفيض من المفيض الحقيقي ـ الله عز وجل ـ إلى المراتب التي هي دون تلك المرتبة

                          الوجودية.
                          والبحث يقع في تشخيص الملاك في المرتبة الوجودية كي يَستحق صاحب تلك المرتبة ان يكون واسطة في الفيض الإلهي.
                          وقبل الدخول في تشخيص ملاك الوساطة يجدر البحث عن نوع هذه القضية كي يمكن معرفة المنهج العملي الذي يتعين اتباعه في البرهنة على مسألتنا.
                          بصورة عامة ان القضايا إما ان تكون اعتبارية او تكوينية.
                          والقضايا الاعتبارية لا حقيقة لها وراء اعتبار المعتبر، فمثلاً ملكية الدار أمر اعتباري اذ ليس في الواقع الا الشخص والدار، أما الملكية فهي اعتبار تشريعي يحدد طبيعة العلاقة بين الشخص وداره من جواز السكن والبيع والاجارة وغيرها من انحاء التصرفات.
                          أما القضايا التكوينية: فهي قضايا ثابتة في الواقع سواء وجد المعتبر أم لم يوجد فالشمس موجود تكويني سواء وجد من يعتبر أن هذه شمس أم لا، وكونها مصدراً من مصادر الطاقة الحرارية أمر تكويني أيضاً لا ترتب فيه على الاعتبار.
                          ويمكن أن نميّز بطريقة أخرى بين القضيتين ان القضايا الاعتبارية يكون موضوعها تصرفات الانسان وتنظيم علاقاته بما هو موجود على أسس قانونية، أما الأمور التكوينية فهي الأمور المتحققة بنفسها دون الحاجة إلى أي اعتبار قانوني أو تشريعي.
                          ومن هنا يتضح أن قضية وساطة الفيض قضية تكوينية وليست اعتبارية لأن الوساطة متقدمة زماناً على وجود المعتبر، فالاعتبار متأخر عنها لأنه فرع وجود المعتبر ولا يمكن إخضاع المتقدم وجوداً لما هو معلول له ومتفرع عليه. وحيث ان قضية الوساطة ليست اعتبارية فهي تكوينية ولما كانت كذلك فالأمور التكوينية يمكن اثباتها بأحد طريقين:
                          الأول: هو العلوم التجريبية وموضوعها المادة المحضة والمتعلق بالمادة.
                          الثاني: العلوم غير التجريبية والتي تبحث بحوثاً عقلية بحتة مجردة عن المادة.
                          والطريق الأول لا يمكن من خلاله إثبات وساطة الفيض ولا الخصوصيات المطلوبة في واسطة الفيض لأن العلوم التجريبية إذا كان موضوعها المادة المحضة كالتجربة المراد إثبات علاقة الضغط بحجم الغاز من خلالها فيثبت فيها دائماً ان العلاقة عكسية بين الضغط وحجم الغاز، فكلما ازداد الضغط قلّ الحجم، أو أن الجسم يتمدد بالحرارة ويتقلص بالبرودة، وهذا الطريق موضوعه البحث عن خواص المادة بعد وجودها ولا يتناول البحث عن أصل وجود المادة وكيفية إفاضة الوجود عليها، وأما ما كان موضوعها ما هو متعلق بالمادة كالمحاولات التي يقوم بها علماء النفس في تسخير قوى النفس الانسانية والاستفادة من طاقاتها الكامنة كما في البحث في عملية التخاطر أو التنويم المغناطيسي وأشباهها فالبحث عنها عن إثارة الطاقة الكامنة وتسخير القوى العظيمة عند الانسان بعد الغاء الحس وإضعاف دوره، وهذا المنهج لا يمكنه إثبات مسألة وساطة الفيض ولا خصوصيات الواسطة. فانحصر الدليل على إثبات واسطة الفيض وكشف خصوصياتها بالمباحث العقلية التي تتناول أصل الوجود.
                          الدليل الفلسفي ينص على ضرورة وجود سنخية بين العلة والمعلول ويتفرع عليه ان الواحد لا يصدر منه الا واحد.
                          ومعنى السنخية ان هناك مماثلة بين العلة ومعلولها، وهذه المماثلة ضرورية، لأنه في حال عدم اشتراط السنخية بين العلة ومعلولها فحينئذ يمكن لكل شيء ان يكون علة لكل شيء فالنار ـ على فرض عدم اشتراط السنخية ـ يمكن ان تكون علة للإنجماد مع اننا نجد في الواقع ان المماسة مع النار تكون سبباً لارتفاع درجة حرارة الجسم الملامس بينما الإنجماد نتيجة لفقدان الجسم لحرارته.
                          كما يمكن بناءً على عدم اشتراط السنخية أن يكون الماء علة للاشتعال مع أن الماء يكتسب الحرارة ولا يهبها.


                          فمن هنا يثبت أن السنخية بين العلة والمعلول شرط ثابت تكويناً وحيث أن علة العلل هو الله تبارك وتعالى وان الله تعالى واحد من جميع الجهات وليس فيه جهة كثرة وبناء على لزوم السنخية فيكون الصادر عنه واحداً أيضاً، وان الصفات الموجودة في المرتبة الواجبة موجودة في الصادر الأول ولا تختلف مرتبة الصادر الأول عن مرتبة الوجود الواجب إلا بالوجوب والامكان، فالمرتبة الواجبة واجبة الوجود بالذات اما مرتبة الصادر الأول فهي ممكنة بالذات اما بقية الصفات فانها موجودة في مرتبة الصادر الأول فالواجب عالم والصادر الأول عالم والواجب حي والصادر الأول حي والواجب مريد والصادر الأول مريد والواجب مختار والصادر الأول مختار والواجب له القيومية على جميع الموجودات والصادر الأول له القيموية على ما دونه من المراتب الوجودية.
                          ومن هنا يتضح لنا كما ان الصادر الأول في وجوده وبقائه مفتقر إلى الواجب تبارك وتعالى لأن الممكن محتاج إلى علته وجوداً وبقاءاً فكذلك المراتب الوجودية التي هي دون مرتبة الصادر الأول محتاجة في وجودها وبقائها إلى الواجب تبارك وتعالى وإلى الصادر الأول لأن المعلول محتاج في وجوده وبقاءه إلى العلة الأولى والى العلل المتوسطة، فالبذرة تحتاج إلى الماء لكي تنبت وتتحول إلى شجرة فالماء ليس الا علة متوسطة في هذه العملية التكوينية وليس هو العلة الحقيقية إذ العلة الحقيقية هي الله تبارك وتعالى وإلاّ من الذي أوجد الماء ومن الذي أوجد القابلية في البذرة على النمو بل من أوجد أول شجرة وأول بذرة.
                          كذلك في بعض الأحيان يكون الفلاح علة معدة لوجود النبتة في هذا المكان دون ذلك وذلك بسبب اختياره، ولذا العلل المتوسطة والعلل المعدة بعضها مختار كالفلاح والآخر مجبر كالماء والبذرة.
                          وجميع هذه العلل المتوسطة والمعدة محتاجة في وجودها وبقائها إلى الصادر الأول لأنه هو الذي يوصل اليها الفيض الإلهي وحيث انه عالم مختار فهو علة مختارة لها القيومية على ما دونها من المراتب باذن الله تبارك وتعالى. كما ان هذه العلة ليس مادية بل هي عقل محض، ولا تعلق لها بالمادة بل المادة مفتقرة إليها في وجودها وتحققها.
                          هذا غاية ما يمكن استفادته من الدليل العقلي وهو ضرورة وجود واسطة في الفيض وأنه جوهر عقلي مجرد ليس بمادي ولا متعلقاً بالمادة وهو فاعل مختار محتاج إلى الله تعالى وله القيومية على ما دونه من المراتب.

                          السؤال الآن هل لنا أن نعرف المناط في استحقاق الصادر الأول مرتبة الوساطة في الفيض والجواب على ذلك اننا في سبيل الكشف عن هذه الحقيقة نحتاج إلى اخبارات من الله تعالى اما بالمباشرة أو بالواسطة أي اما ان يكون النص من الله تعالى كما في القرآن الكريم أو عمن يخبر عن الله تعالى وهو المعصوم عليه السلام.
                          وبالرجوع إلى الروايات نجد اشارة إلى هذا المطلب حيث ورد في البحار ان جابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليه سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أول شيء خلق الله ما هو؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: نور نبيك يا جابر خلقه الله ثم خلق منه كل خير.(1)
                          فالرواية تقول ان الصادر الأول عن الله تعالى هو نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم خلق الله تعالى من نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل المخلوقات الأخرى.
                          فمن هذه الروايات يتضح ان نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم علة مادية لجميع المخلوقات التي هي أدون مرتبة من مرتبة واسطة الفيض.
                          المراد من العلة المادية منشأ الشيء فمثلاً الخشب علة مادية للكرسي المصنوع من الخشب والحديد علة مادية للسرير الحديدي وهكذا، ونور النبي صلى الله عليه وآله وسلم علة مادية لجميع الموجودات الامكانية، طبعاً ليس المراد من العلة المادية ان يكون هو بذاته مادياً لأن نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم حقيقة مجردة عن المادة ولهذا نحن لا نحس في وجودنا بنور حسي، فالنور هنا في وجود العالم الامكاني كالطين لوجودنا البشري فالقرآن الكريم ينص على أن البشر مخلوق من طين، ولكن لو بحثنا في أجسادنا لا نجد طينا بل نجد لحماً وعظماً ودماً وشعراً ومواد دهنية اما الطين فلا نشعر بوجوده ولا نحس به.


                          فمن هذه المقدمة يتضح ان الذي له أهلية أن يكون واسطة في الفيض هو ما كان له مقام نوري فمن كان له هذا المقام تحقق فيه الملاك في أن يكون واسطة في الفيض والا فلا يستحق مقام الوساطة.
                          ولكي نعرف من كان له في عالم الخلقة وجود نوري ومقام نوري علينا أن نرجع إلى النصوص لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لولا النصوص الدالة على مقامه النوري لم يمكن لنا اثبات هذا المقام له.
                          هناك عدد كبير من الروايات ينص على المقام النوري للأئمة عليهم السلام منها ما روي عن الجارود بن المنذر الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الحديبية وأسلم على يديه وسأله عن الأشخاص الذين كان قس بن ساعدة يحدثهم عنهم فاجابه صلى الله عليه وآله وسلم:
                          (ثم أوحي إلي أن التفت عن يمين العرش فالتفت فاذا علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والمهدي في ضحضاح من نور يصلون).
                          هذه الرواية كانت بعد صلح الحديبية أي في سنة سته للهجرة النبوية وكان الذين ذكرهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يولدوا بعد إذ لم يولد منهم في ذلك الوقت سوى أمير المؤمنين والحسنين عليهم السلام، والحديث كان عن العالم العلوي، فالحديث لم يكن عن وجودات جسمانية بل كان عن حقائق نورية، ومن هنا يثبت لنا ان المهدي عجل الله فرجه له مقام وساطة الفيض بسبب تحقق ملاك وساطة الفيض فيه وهو وجوده النوري ومرتبته النورية.
                          وبضم هذه الروايات إلى الروايات الناصة أن الأرض لا تخلو من حجة والا لساخت بأهلها وأن الحجة لا يكون الا معصوماً فينحصر المهدي بالشخص الذي يكون ولداً مباشراً للإمام العسكري صلوات الله وسلامه عليه .



                          يا حجة الله بن الحسن
                          الغوث الغوث الغوث

                          تعليق


                          • #14
                            سر دفن المؤمنين بالنجف الاشرف من كتب العامة {وآويناهم إلى ربوة ذات قرار ومعين}

                            سر دفن المؤمنين بالنجف الاشرف من كتب العامة {وآويناهم إلى ربوة ذات قرار ومعين}


                            اللهم صل على محمد وال محمد



                            كنز العمال الإصدار - للمتقي الهندي
                            المجلد الثاني >> سورة المؤمنين

                            4535- عن جعفر الصادق أنه سئل عن قوله تعالى: {وآويناهم إلى ربوة ذات قرار ومعين} قال: الربوة النجف، والقرار المسجد والمعين الفرات، ثم قال: إن نفقة في الكوفة بالدرهم الواحد تعدل بمائة درهم في غيرها والركعة بمائة ركعة، ومن أحب أن يتوضأ بماء الجنة ويشرب من ماء الجنة ويغتسل بماء الجنة فعليه بماء الفرات فإن فيه منبعين من الجنة وينزل من الجنة كل ليلة مثقالان من مسك في الفرات وكان أمير المؤمنين على باب النجف، ويقول وادي السلام ومجمع أرواح المؤمنين ونعم المضجع للمؤمنين هذا المكان يقول: اللهم اجعل قبري بها.

                            و بما أن الموضوع يتكلم عن ماء الفرات نزيد عليه هذه الروايات للفائده

                            1 ـ عن أبي عبدالله(عليه السلام)، قال: ما أخال أحداً يحنّك بماء الفرات إلاّ أحبّنا أهل البيت...
                            الوسائل: 17/211.


                            2 ـ عن علي بن الحسين يرفعه، قال: قال أبو عبدالله(عليه السلام) : كم بينكم وبين الفرات؟ فأخبرته، فقال: لو كان عندنا لأحببت أن آتيه طرفي النهار
                            المصدر السابق: 17/212، الفروع: 6/388.


                            3 ـ عن سعيد بن جبير، قال: سمعت علي بن الحسين(عليهما السلام) ، يقول: إن ملكاً من السماء يهبط في كل ليلة معه ثلاثة مثاقيل مسكاً من مسك الجنة فيطرحها في الفرات، وما من نهر في شرق الأرض ولا غربها أعظم بركة منه
                            المصدر السابق.


                            يا حسين

                            تعليق


                            • #15
                              في أن نجاة سفينة نوح (عليه السلام) كان بالنبي (صلى الله عليه وآله)

                              وأمير المؤمنين (عليه السلام) وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)


                              من طريق العامة


                              حديث النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله): " بعث علي مع كل نبي سرا وبعث معي جهرا " (شرح دعاء الجوشن: 104، وجامع الأسرار: 382 - 401 ح 763 - 804، والمراقبات: 259).
                              وروته العامة بلفظ: " يا علي إن الله تعالى قال لي: يا محمد بعثت عليا مع الأنبياء باطنا ومعك ظاهرا "، ثم قال صاحب كتاب القدسيات: وصرح بهذا المعنى في قوله: أنت مني بمنزلة هارون من موسى ولكن لا نبي بعدي، ليعلموا أن باب النبوة قد ختم وباب الولاية قد فتح (الأنوار النعمانية: 1 / 30).
                              أقول: يوجه كلام صاحب كتاب القدسيات: إن باب الولاية كان موجودا مع كل نبي سرا، إلا أنه لم يفتح ظاهرا، فكانوا الأنبياء جميعا يستفيدون من هذا السر الولائي إلى أن وصل إلى النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) فظهر هذا السر إلى العلن.
                              2 - ما يأتي في الكتاب الرابع من توسل جميع الأنبياء بمحمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام)، وقد قدمنا نموذجا منه.
                              3 - وما روي عن أبي محمد العسكري (عليه السلام) قال: " فنحن السنام الأعظم وفينا النبوة والولاية والكرم، ونحن منار الهدى والعروة الوثقى، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون آثارنا " (بحار الأنوار: 26 / 264 باب جوامع مناقبهم ح 49، ومشارق أنوار اليقين: 49)
                              فهذا صريح في أن أنوار محمد وآل محمد (عليهم السلام) كانت مع كل نبي سرا، والكون ليس لمجرده بل ليستفيدوا منه، ويقتفون آثاره وآثار آل محمد التي لا يعرف تفسيرها إلا هم، وإلا كيف يكون للنور السري مع كل نبي أثرا يقتفى ويهتدى به؟!
                              4 - وما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) لمن سأله عن فضله على الأنبياء الذين أعطوا من الفضل الواسع والعناية الإلهية قال:

                              " والله قد كنت مع إبراهيم في النار، وأنا الذي جعلتها بردا وسلاما،
                              وكنت مع نوح في السفينة فأنجيته من الغرق، وكنت مع موسى فعلمته
                              التوراة، وأنطقت عيسى في المهد وعلمته الإنجيل، وكنت مع يوسف
                              في الجب فأنجيته من كيد إخوته، وكنت مع سليمان على البساط
                              وسخرت له الرياح " (الأنوار النعمانية: 1 / 31)

                              5 - وروى ابن الجوزي والقاضي عياض قول العباس يمدح النبي (صلى الله عليه وآله):

                              [poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                              وردت نار الخليل مكتتما = تجول فيها ولست تحترق[/poem]

                              (الوفا بأحوال المصطفى: 28 الباب الثاني - ح 9، وينابيع المودة: 13 - 14)
                              [poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                              يا برد نار الخليل يا سببا = لعصمة النار وهي تحترق[/poem]

                              (الشفا بتعريف حقوق المصطفى: 1 / 167 - 168 الباب الثالث)
                              6 - وقال القسطلاني في المواهب:

                              [poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                              سكن الفؤاد فعش هنيئا يا جسد = هذا النعيم هو المقيم إلى الأبد
                              روح الوجود حياة من هو واجد= لولاه ما تم الوجود
                              لمن وجدعيسى وآدم والصدور جميعهم =هم أعين هو نورها لما ورد
                              لو أبصر الشيطان طلعة نوره =في وجه آدم كان أول من سجد
                              أو لو رأى النمرود نور جماله =عبد الجليل مع الخليل ولا عند
                              لكن جمال الله جل فلا يرى =إلا بتخصيص من الله الصمد[/poem]

                              (المواهب اللدنية بالمنح المحمدية: 1 / 44)
                              7 - وقال الشيخ محمد حسين الأصفهاني:

                              [poem font="Simplified Arabic,5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
                              طأطأ كل الأنبياء لطاها = ذلك عز عز أن يضاهي
                              تقبلت تربة آدم الصفي = بيمنه أكرم به من خلف
                              وسجدة الأملاك لا لغرته = بل نور ياسين بدا في غرته
                              به نجى نوح من الطوفان = بمرسلات اللطف والإحسان[/poem]

                              (الأنوار القدسية: 20).
                              8 - وقال الصفوري: لما ألقى إبراهيم في النار كان نور محمد (صلى الله عليه وآله) في جنبه، وعند الذبح كان النور قد انتقل إلى إسماعيل (نزهة المجالس: 2 / 245).
                              9 - ما روي أن الإمام الصادق (عليه السلام) هو الذي أبطل سحر موسى (عليه السلام) (الإختصاص: 247)
                              10 - ما عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام):


                              " قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة والولاية، ونورنا سبع طبقات
                              أعلام الورى بالهداية، فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء
                              العدى فينا السيف والقلم في العاجل، ولواء الحمد والعلم في الآجل...،
                              فالكليم لبس حلة الاصطفاء لما شاهدنا منه الوفاء، وروح القدس في
                              جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة... وهذا الكتاب ذرة من جبل
                              الرحمة وقطرة من بحر الحكمة " (المراقبات: 245)



                              11 - ما روي في معنى قوله (صلى الله عليه وآله) " الله المعطي وأنا القاسم ": جميع ما يخرج من الخزائن الإلهية دنيا وأخرى إنما يخرج على يديه (شرح الشمائل: 2 / 246).
                              12 - وحديث أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا آدم الأول أنا نوح الأول " (الإنسان الكامل: 168)
                              13 - وروى صاحب بستان الكرامة أن النبي (صلى الله عليه وآله) كان جالسا وعنده جبرائيل فدخل علي (عليه السلام) فقام له جبرائيل (عليه السلام)، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أتقوم لهذا الفتى!
                              فقال له (عليه السلام): نعم إنه له علي حق التعليم.
                              فقال النبي (صلى الله عليه وآله): كيف ذلك التعليم يا جبرائيل؟
                              فقال: لما خلقني الله تعالى سألني من أنت وما أسمك ومن أنا وما أسمي؟
                              فتحيرت في الجواب وبقيت ساكتا، ثم حضر هذا الشاب في عالم الأنوار وعلمني الجواب، فقال: قل أنت ربي الجليل واسمك الجليل، وأنا العبد الذليل واسمي جبرائيل.
                              ولهذا قمت له وعظمته " (الأنوار النعمانية: 1 / 15)
                              13 - وروى الصفوري قول أمير المؤمنين (عليه السلام): " سلوني قبل أن تفقدوني عن علم لا يعرفه جبرائيل وميكائيل " ( نزهة المجالس: 2 / 129 ط. التقدم العلمية بمصر 1330 هـ، و 2 / 144 ط. بيروت المكتبة الشعبانية المصورة عن مصر الأزهرية 1346 هـ)
                              14 - وقال الشعراوي: قلت: " وبذلك قال سيدي على الخواص سمعته يقول: إن نوحا (عليه السلام) أبقى من السفينة لوحا على اسم علي بن أبي طالب رفع عليه إلى السماء فلم يزل محفوظا من الغرق حتى رفع عليه " (الفتوحات الأحمدية لسليمان الجمل: 93)
                              15 - وقال رسول البشرية (صلى الله عليه وآله): " أنا محمد النبي الأمي لا نبي بعدي، أوتيت جوامع الكلم وخواتمه، وعلمت خزنة النار وحملة العرش " (الشفا بتعريف حقوق المصطفى: 1 / 170 الباب الثالث - الفصل الأول)

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X