إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حميد سباع وعالم المكفوف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حميد سباع وعالم المكفوف

    حميد سباع وعالم المكفوف
    بقلم: حسين أحمد سليم (آل الحاج يونس)
    الكاتب والفنّان التّشكيلي الجزائري المعروف, الأستاذ حميدسباع, واضع ومبدع ومؤلّف كتاب "الفنّ التّشكيلي وعالم المكفوف" والباحث السّبّاق والطّليعي في مسألة"تطبيق تقنيّة براي على الفنّ التّشكيلي", إستطاع في نتاج باكورة أعمالهالكتابيّة الفنّيّة, الممنهجة في مواضيع وأقسام وأبواب كتابه, الإهتمام المميّزواللافت بشريحة إنسانيّة تعيش بيننا في هذا العالم, وهي شريحة فاقدي نعمة البصر,أي المكفوفين أو الأكمهين... لجهة وضعهانصب عينيه تنظيرا وتفعيلا إجراء وتنفيذا, وهي إمكانيّة قراءة العمل التّشكيليوالخوض فيه وفعاليّة تطبيقه فعليّا, وذلك عن طريق معالم الحسّ وفعل اللمس عندهم...
    وكان ذلك بصفة مشروع متكامل أخذ من وقت الكاتب الفنّانسباع الكثير من الإهتمام, وصولا طبيعيّا لإنجاز وتجسيد وتطبيق وتفعيل ما يخدم هذهالفكرة من جهة نظريّة, ويخدم هذه الشّريحة المكفوفة عمليّا من جهة أخرى, من خلالالإهتمام الفعلي والتّركيز التّطبيقي والتّواصل الحواري, تتويجا ونجاحا على إنجازمجموعة من الأعمال الفنّيّة والتّجارب التّشكيليّة...
    بحيث كان لا بدّ لخدمة هذا الهدف الإنساني الجليل, منإقدام الكاتب والفنّان التّشكيلي سباع على تنفيذ وإقامة العديد من المعارضالفنّيّة التّشكيليّة, الّتي تحمل في عديد لوحاتها التّشكيل التّجسيمي والتّكوينالبارز, والإنجاز المبتكر بالأبعاد الثّلاثيّة, وبمقاييس مختلفة النّسب والتّطبيق,أفقيّا ورأسيّا, خاطب فيها ومن خلال تنويعاتها, عبر حاسّة التّحسّس والملمسوالجسّ, وخاطب عقل وذوق المتلقّي العادي والمتكامل الكينونة... وعكست في تنويعاتهاوتشكيلاتها, منحوتات تسطيحيّة فيها شيء من البروز التّشكيلي والتّجسيم, وضعها سباعبحضور فاعل بين أيادي أفراد الشّريحة الأكمهة والمكفوفة, تلك الشّريحة المخلوقةقدرا إلهيّا, والّتي لا تقلّ أنسنة وتقييما وقدرة على مدى وسعة وحضور مشاركتهاالفاعلة بيننا, بممارسة كافّة تفاصيل حياتها اليوميّة بقبول حسن ونشاط مميّزولافت, متابعة ومراقبة لما يُقدّمونه من جهود يبذلونها في شتّى المجالات, والّتييفوق بعضها على ما يُقدّمه الإنسان العادي, وبما أثبتوه عمليّا وفعليّا وتطبيقيّاوميدانيّا, وبما لا يقبل الشّكّ, بمهارات مختلفة ومتنوّعةفي ميادين كثيرةوإختصاصات متنوّعة... وبمبادرة الكاتب والفنّان التّشكيلي الأستاذ حميد سباع,وبحكم فعاليّته الإبداعيّة وخبراته التّجاربيّة, أثبت بالتّنظير والتّطبيق, نجاحما ذهب إليه في تجاربه العمليّة الفنّيّة التّشكيليّة, سواء على صعيد الحواراتواللقاءات مع أفراد هذه الشّريحة, أو تحليلا لردود أفعالهم الّتي عكست إندفاعهمبشجاعة لافتة, وتُحرّض الكثير من الفنّانين التّشكيليين على خوض مثل هذه التّجارب,ممّا يُشجّع الكثير ممّن حُرموا قدرا نعمة البصر, أن يُشاركوا بمواهبهم على إختلافأنواعها, وسيّما الفنّيّة التّشكيليّة منها, وحركة العمل الجادّ بالتّجسيدوالتّجسيم... إعتمادا على حركة النّقطة في رسم الخط الإفتراضي, فتكوين الشّكلالبياني, فالتّجسيد النّسبي المقاسات, بما يستوفي حقّ التّحسّس والملمس لمساحاتوحجوم الأشكال البارزة, كخطاب تشكيليّ فنّي للعموم والخصوص...
    وهنا لا بدّ من رفع تحيّة تقدير وشكر وإعجاب للكاتبوالفنّان التّشكيلي الجزائري على إلتفاتته هذه الّتي تعكس مدى ذكائه ونباهتهوإهتمامه بأفراد هذه الشّريحة المكفوفة في المجتمع الإنساني, والّتي من حقّهاالحياة كاملة وغير منقوصة في البيئة الحاضنة لها...
    بدأ الكاتب والفنّان التّشكيلي الجزائري الأستاذ حميد سباعشروحات في تطبيق تقنيّة براي على الفنون التّشكيليّة, بشرح الجانب التّعريفيوالجانب النّظري والجانب التّطبيقي, لمعنى تطبيق تقنيّة البراي على الفنّالتّشكيلي, وآفاق تطبيق هذه التّقنيّة, مبيّنا الجانب التّعريفي لحياة الإنسان,بمرحلة الطّفولة فالشّباب فالبلوغ... ثمّ ينتقل إلى تعريف المكفوف, أيّ الضّرير,فاقد حاسّة البصر والمسمّى بالأكمه, مُعرّفا بالكفيف منذ الولادة, والمكفوف إثرحادث طاريء وهو الأعمى... مُستعرضا العديد من المجالات الّتي خاضها المكفوف وبرعفيها وأبدع, بعرض بعض التّسميات مثل: أبو العلاء المعرّي وهو من كبار شعراء العرب,هوميروس وهو شاعر يوناني وصاحب ملحمة الإلياذة والأوذيسّة, بشّار بن برد وهو شاعرعراقي في العهد العبّاسي, الدّكتور طه حسين وهو أديب وكاتب عربي, الشّيخ إبن بازوهو كبار العلماء المسلمين, السّيّد مكّاوي وهو موسيقار ومغنّي ملتزم من مصر,هيلان كبلار وهي أديبة أمريكيّة, لويس براي وهو فرنسي مبدع كتابة براي, أشرفأرمغان وهو فنّان تشكيلي كردي مكفوف, جيراندين وهو فرنسي مبدع نظام الرّسم البارزفي الإعلام الآلي...
    وكانت للكاتب والفنّان التّشكيلي الجزائري الأستاذ حميدسباع لقاءات وحوارات عديدة مع مكفوفين وعميان, عرض لتجاربهم ووقائعهم... وإستعرضسباع في بحثه تعريف البراي والّتي هي تقنيّة الكتابة والقراءة المخصّصة للمكفوفينوالّتي تعتمد على نقاط ستّ متوازية أفقيّا وعموديّا, وتقوم كتابة البراي على هذهالنذقاط السّتّ الأساسيّة, والّتي منها تتشكّل جميع الأحرف والأرقام والرّموز,وتعود هذه التّقنيّة إلى المكفوف الفرنسي لويس براي المؤسّس الأوّل لها... ثمّإنتقل سباع إلى تعريف اللوحة الزّيتيّة وشرح عناصرها, وألقى الأضواء على أساليبكيفيّة تحويل وترجمة اللوحة الزّيتيّة, لتكون في متناول فهم المكفوف لها... لينتقلتطبيقيّا إلى أسلوب دراسة مفاتيح اللمس, مشيرا لعدد منها وفق سماكاتها وبروزها بمايخدم المكفوف... وأعطى نموذجا تفصيليّا لكيفيّة تشكيل لوحة نحت بارز, وفق التّدرّجبمراحل عدّة وصولا لتنفيذ مثل هكذا لوحة...
    وإستعرض سباع لرموز الإدراك الّتي تساعد المكفوف على إدراكحركة الطّبيعة ومناظرها المختلفة, وكذلك إدراك المناظر من خلال بعديّ المكانوالزّمان, وصولا لتعيين مقاييس لوحة النّحت البارز ومواصفاتها للمكفوف... هذا ولميغفل الكاتب والفنّان التّشكيلي الجزائري حميد سباع عن ذكر وشرح وتعريف وتوصيفالموادّ الّتي تساعد المكفوف على الرّسم والتّشكيل, وكيفيّة أسلوب وطريقة كتابةالبراي على النّحت البارز... طارحا فكرة على قدر من الأهمّيّة لبرنامج ‘ملي لإدماجالمكفوف في حركة الفنّ التّشكيلي, بالإعتماد على مراحل أوّليّة ونظريّة وتطبيقيّة,وصولا لتطبيقات أسلوب النّحت البارز والمستقلّ...
    وأفرد سباع في نهاية بحثه عن الفنّ التّشكيلي للمكفوف بحثامحدودا عن أسلوب التّعبير في الفنّ التّشكيلي, كمدخل لأسلوب التّعبير للمكفوف أيضافي الفنّ التّشكيلي, وبالتّالي تعبير المكفوف ذاته في تنفيذ أساليب الفنّالتّشكيلي... متسائلا عن مدى النّجاح في عمليّات عرض الرّسومات التّجريديّة للمكفوف,مُبديا بعض التّرتيبات المساعدة لهذا المكفوف لإستيعاب نتاجات معيّنة من نماذجلوحات ومنحوتات الفنّ التّشكيلي لمدرسة التّجريد... وهو ما دفعه للبحث في محتوياتومقتنيا المتاحف الوطنيّة, وما تعرضه في ردهاتها من آثار ومنحوتات, باحثا في مدىالإستفادة منها من قبل المكفوف, إذا كانت مهيّأة لذلك... ليخلص سباع في خلاصةبحثه, إلى أنّ المكفوف إذا ما تهيّأت له وتوفّرت الشّروط المطلوبة, يستطيع أنيمارس الفنّ التّشكيلي, وإنتاج إبداعات معيّنة, ويستطيع أن يكون فنّانا متكاملا,إذا ما كانت الموهبة موجودة وإلى جانبها الإرادة والمستوى الواعي...

  • #2
    تعليق

    لبي يحفضك انا لبنى بنت خوك وانشاء الله تكمل وتزيد لقدام

    تعليق


    • #3
      بالتوفيق أستاذنا الفاضل تمنياتي لك بالمزيد من النجاحات والتفوق.... بوركت

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X